الجني الداني في مناقشة الشوكاني،

أحمد بن لطف الديلمي (معاصر)

من نذر بماله كله في سبيل الله

صفحة 252 - الجزء 2

من نذر بماله كله في سبيل الله

  قال الشوكاني: «قوله: فصل: قال الله لنبيه ÷: {وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ}⁣[الإسراء: ٢٩] ... إلخ. أقول: استطرد المصنف هذا البحث في هذا المكان، ومحله النذر، وليس لذكره هاهنا نكتة يُعْتدُّ بها، وقد تبع المصنفُ غيرَه في هذا الصنع: كالإمام المؤيد في مؤلفاته؛ فإنه ذكر هذا البحث في آخر كتاب الحج» اهـ كلامه.

  أقول: إيراد الإمام # هذه الآية في هذا المقام؛ لأن الباب مترجَم بقوله: (باب النذر بالحج)، فاستطرد في هذا الفصل كما ترى النذر بالإنفاق.

  وقال الإمام: ودل على أن إخراج الرجل جميعَ ما يملك لا يكون قربة، بل يكون محظورًا، والمعلوم من دين المسلمين أنهم لا يختلفون في أنه لا يُحْمَد على ذلك بل يُذَمُّ عليه، ويجب القضاء بِكَوْنِ فعله محظورًا، فدل ذلك على ما نص عليه القاسم، ويحيى، @. اهـ إلى آخر ما ذكره الإمام في الفصل.

  فتبين لك أنه ذكر الآية لارتباطٍ لها بالباب، وتعلقٍ له بها؛ فالشاذُّ والغريبُ هو إنكار ذلك.