الكفاءة في النسب
  الفقيه؛ إذ لا قدح يَعْلَقُ بمقام سلمان؛ فقد كان يسمى سلمان الإسلام، ومواقفه في الإسلام معروفة، وقد تنازعه المهاجرون والأنصار؛ فقال المهاجرون: سلمان منا، وقال الأنصار: سلمان منا، حتى جاء الحكم الفصل الآتي من جهة رسول الله ÷ فقال: «سلمان منا أهل البيت»؛ فألحقه بأكرم نسب، وأشرف نصاب.
  ثم إنه قد ثبت أن أولاد عليٍّ من فاطمة هم أولاد النبي ÷، والشوكاني لا ينكر هذا، وقد سبق قوله عما قريب في بحث زواج ابن البنت(١)، وأن الله جعل نسل رسول الله من صلب علي #.
  وفي (السنن الكبرى) للبيهقي ج ٧ كتاب النكاح ص ٦٣ بسنده إلى أبي بكر، قال: سمعت رسول الله ÷ يقول: «إن ابني هذا سيد» يعني الحسن بن علي @. رواه البخاري في الصحيح، عن جماعة، عن سفيان بن عيينة. وقد سمى النبي ÷ ابنه حين ولد، وسمى أخويه حين ولدا؛ فقال رسول الله ÷ لعلي: «ما سميت ابني»؟ وبإسناده عن أبي إسحاق عن أبيه، عن هانئ بن هانئ، عن علي #، قال: لما ولد الحسن سميته حربًا، فقال الرسول ÷: «ما سميت ابني»؟ قلت: حربا، قال: «هو الحسن»، فلما ولد الحسين سميتُه حربًا، فقال النبي ÷: «ما سميت ابني»؟. قلت: حربا، قال: «هو الحسين»، فلما ولد المحسن سميتُه حربًا، فقال النبي ÷: «ما سميت ابني»؟ قلت: حربا، قال: «هو محسن». ثم قال النبي ÷: «إني سميت بنيَّ هؤلاء بتسمية هارون بنيه شَبَرَ، وشُبَيْرَ، ومُشْبِرَ» اهـ(٢).
  إضافة إلى آيتي التطهير، والمباهلة، وإلى ما جاء في البتول سيدة نساء العالمين، وأن: «كل سبب ونسب ينقطع يوم القيامة إلا سببه ونسبه».
  فقل للفقيه: من أحق بأن يلحظ لها كفؤها الكريم اللائق بها بنت رسول الله أو بنت
(١) هل تحل لأبي أمه؟! تمت شيخنا.
(٢) يعني يتحقق وجه الشبه بين هارون رسول الله وهو علي، وبين هارون موسى، تمت شيخنا.