كبائر العصيان تنقض الوضوء
  أولاً على سنة رسول الله ثم على كتاب الله ø؟ نعم: (أَنْ) هي المبينة للسببية والعلة، يُراد أن ما بعدها واقع نحو: {يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّوا}(١) المعنى: لو لم يُبَيِّن لوقع الضلالُ حتماً، {أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى}(٢) أي إن لم ترجعوا إلى الله فستقولون هذا حتماً {أَن تَقُولُوا إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَآئِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا}(٣)، وليت شعري هل للشوكاني سلف في هذا القول؟! ما أظن، لأنه تشكيك لما عُلِمَ من كتاب الله، وردٌّ لقول العلماء والعترة المطهرة.
  ثم قال: «على أن الله سبحانه قد قيد الإحباط في محكم كتابه بالموت على الذنب فقال في الردة: {وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ}(٤)». اهـ كلامه.
  أقول: لم يتم الشوكاني نظم الآية؛ لأن آخرها تكفح في وجه استدلاله، وتنادي على إذلاله، وهو قوله تعالى: {حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الُّدنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}(٥).
  فقوله: «إن الله قد قيّد الإحباط ... إلخ». اهـ. يكذبه آخر الآية، وهاك آية التوبة: فـ {أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ}(٦)، وآية البقرة {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ ...}(٧) إلى قوله سبحانه: {فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ} وآية المائدة: {أَهَؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ}(٨).
(١) سورة النساء الآية رقم (١٧٦).
(٢) سورة الزمر الآية رقم (٥٦).
(٣) سورة الأنعام الآية رقم (١٥٦).
(٤) سورة البقرة الآية رقم (٢١٧).
(٥) سورة التوبة الآية رقم ٦٩.
(٦) سورة التوبة الآية رقم (٦٩).
(٧) سورة البقرة الآية رقم (٢١٧).
(٨) سورة المائدة الآية رقم (٥٣).