(وجوب معرفة الله وتنزيهه عن التشبيه والتجسيم)
  يعبد الشوكاني؟! إذ إنه استهجن علم التوحيد.
  وانظر مباحث جار الله العلامة في آية الكرسي، وما هو سبب تفضيلها وتفضيل سورة (قل هو الله أحد) حتى عَدَلتْ ثلث القرآن؟ ماذاك إلا لاشتمالها على التوحيد الخالص من التشبيه والتجسيم، ولو قلنا كما يعجب الفقيه: «إن العبرة بالإقرار بظواهر الإيمان» لحكمنا بإيمان عبدالله بن أُبي، وإيمان من فعل كل معضلة في الإسلام، وشَهَرَ السيف على المهاجرين والأنصار، وقال في علي ما قال، وقال: إن في فاطمة شعبة من النفاق، وهذا من ذاك، ونِعْمَ الحَكَمُ اللهُ.
  ثم قال: «والذي أعتقده الآن وما كان عليه السلف الصالح من الإيمان بما قامت عليه الأدلة الصحيحة كائناً ما كان(١)! وما تعارضت فيه الحجج ولم أحتج إلى الراجح أو كان من متشابه الكتاب أو استلزم ما لا يقوى القلب على القول به كبعض أحاديث الصفات فأكل أمره إلى الله مع الإيمان بظاهره» اهـ كلامه.
  أقول قوله: «وما كان عليه السلف الصالح من الإيمان ... إلخ» اهـ. سَلفُه هم المجسمة والمشبهة كابن تيمية وابن القيم والشيخ النجدي و ... و ... إلخ.
  أما قوله: «الإيمان بما قامت عليه الأدلة الصحيحة كائناً ما كان» اهـ، فمراده الإيمان بالرؤية والأيدي والأرجل والقدم والحقو والضحك والساق ... إلخ ولذلك قال الشوكاني: «كائناً ما كان» اهـ، أي ولو كانت تستلزم التجسيم فليكن ذلك، المهم عنده تقديس الأحاديث الموضوعة في متعلق الرؤية وغيرها، لأنها جاءت فيها أحاديث يزعم الشوكاني صحتها ونحن في
(١) قال العلامة الشيخ محمد زاهد الكوثري (وكيل المشيخة الإسلامية في الخلافة العثمانية) في كتابه (مقالات الكوثري) ص ٤١٨ ما لفظه: بل عدو الأئمة والأمة حقاً هو من يسبح بحمد الشوكاني الذي يجاهر في (تفسيره) بإكفار أتباع هؤلاء الأئمة القادة، وقد قال عنه بلديّه المطلع على دخائله العلامة ابن حريوة الشهيد بمؤامرة منه في (الغطمطم الزخار) إلى أن قال الكوثري |: وقد أفلس جد الإفلاس من أحال النفاح عن نحلة التجسيم إلى مثل هذا الجهول - أي الشوكاني - الذي لم يطرق سمعه من المعارف الأولية أنواع التقابل وأحكامها من عدم الاجتماع والارتفاع معاً أو عدم الاجتماع فقط، فيثبت أحكام الأجسام لخالق الأجسام، ويسكن الإله سبحانه في السماء! مع أن جميع سكنة السماوات والأرضين عبيد ومملوكون له تعالى بنص القرآن، وكل ما دخل في حيز الزمان والمكان هو خَلْق الله سبحانه كما شرحت ذلك كله في كثير من كتبي، فتبّاً لمن يتصور عبداً معبوداً .... إلى آخر كلامه. اهـ المراد من (مقالات الكوثري).