بطلان حديث (أين الله؟)
  عن عبيد الله بن عبدالله عن عتبة بن مسعود: أن رجلاً من الأنصار، جاء إلى رسول الله بجارية سوداء، فقال: يا رسول الله عليَّ رقبة مؤمنة، فإن كنت تراها مؤمنة أعتقها، فقال لها النبي ÷: (أتشهدين ألا إله إلا الله؟) قالت: نعم، قال: (أتشهدين أن محمداً رسول الله؟) قالت: نعم، قال: (أتوقنين بالبعث بعد الموت؟) قالت: نعم، قال رسول الله: (أعتقها) وهذا هو المعلوم من حال النبي ÷ ضرورة، نعم: روى الحافظ أبو إسماعيل الهروي في كتاب (الأربعين في دلائل التوحيد) من طريق سعيد بن المرزبان عن عكرمة عن ابن عباس، قال جاء رجل إلى النبي ÷ ومعه جارية أعجمية سوداء، فقال: علي رقبة فهل تجزئ هذه عني؟ فقال: (أين الله؟) فأشارت بيدها إلى السماء فقال: (من أنا؟) قالت: أنت رسول الله قال: (أعتقها فإنها مؤمنة)، وهذا أيضاً حديث شاذ وضعيف فيه سعيد بن المرزبان متروك، منكر الحديث، وجاء حديثان مخالفان لحديث معاوية بن الحكم يؤكدان شذوذه، فروى البيهقي في (السنن) من طريق عون بن عبدالله بن عتبة: حدثني أبي عن جدي قال: جاءت امرأة إلى رسول الله ÷ بأمة سوداء، فقالت: يا رسول الله إن عليَّ رقبة مؤمنة أتجزئ عني هذه؟ فقال رسول الله ÷: (من ربك؟) قالت: الله ربي، قال (فما دينك؟) قالت: الإسلام قال: (من أنا؟) قالت: أنت رسول الله، قال: (أفتصلين الخمس وتقرّين بما جئت به من عند الله؟) قالت: نعم، فضرب ÷ على ظهرها وقال: (أعتقيها)، وقال أحمد في (المسند): حدثنا عبدالرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري عن عبيد الله بن عبدالله عن رجل من الأنصار: أنه جاء بأمة سوداء وقال: يا رسول الله إن علي رقبة مؤمنة فإن كنت ترى هذه مؤمنة أعتقتها، فقال لها رسول الله: (أتشهدين ألا إله إلا الله؟) قالت: نعم، قال: (أتشهدين أني رسول الله؟) قالت: نعم، قال: (أتؤمنين بالبعث بعد الموت؟) قالت: نعم، قال: (أعتقها)، وهذا الحديث وَصْلٌ لمرسل (الموطأ)، إن النبي ÷ بيّن أركان الإيمان في حديث سؤال جبريل حيث قال: (أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره) ولم يذكر فيها عقيدة: أن الله في السماء، والعقيدة