بطلان حديث (أين الله؟)
  ثالثاً: حديث ابن عباس «لو اجتمع من في السماوات ومن في الأرض على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمع من في السماوات ومن في الأرض على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك»، دليل صريح على أنه - سبحانه وتقدس عن جهل الجاهلين - ليس في السماوات حالا حقيقة ولا في الأرض، فمن زعم أنه تعالى فيهما وآمن بأنه لا يضر العبد ولا ينفعه من في السماوات، فقد أثبت للحق تعالى الحلول في المكان وسلبه القدرة على نفعٍ أو ضرٍّ.
  رابعاً: قال ناصر الدين البيضاوي - وهو من أعلام علماء السنة -: الاستثناء في قوله تعالى: {قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ}[النمل: ٦٥] استثناء منقطع. اهـ.
  فأنت ترى أن ما أسلفنا قد بنيت عليه قاعدة أصولية وهي تنزيه الله سبحانه عما لا يليق بجلاله، وأنها قد قطعت وريد الحديث الموضوع الذي قد قيل عنه ما قيل، ولا يجوز هدم قاعدة أصولية دينية أساسها القرآن الكريم بحديث موضوع كهذا، فاحتجاج من احتج به ردّ عليه، لأن القرآن قد غلبه.
  وفي هذا يقول علي #: (ومن قال: فيم؟ فقد ضمّنه، ومن قال: علام؟ فقد أخلى منه، مع كل أحد لا بمقارنة، ودون كل شيء لا بمزايلة، كائن لا عن حدث) اهـ.