الجني الداني في مناقشة الشوكاني،

أحمد بن لطف الديلمي (معاصر)

(الحضانة بعد الأم تنتقل إلى الجدة)

صفحة 369 - الجزء 2

  فإياك أن تغتَرَّ بما نَمَّق، وما زَيَّنَ ونَوَّق⁣(⁣١)، أو تلتفت لما عَلَّق، فهو غثاء كغثاء السيل، ثم أكِلُ إليك نعت ما هو عليه من التناقض: حيث جعل الولاية للبعيد إن كان المقتضي هو الشفقة؛ لأن الشفقة قد تكون - كما قال الفقيه - في البعيد أكثر. ثم يقول: «القرابة أولى، والقرابة بعضهم أولى من بعض» اهـ، وينفي أن هناك دليلاً لهذا الترتيب، ثم يحيلنا على كتاب الهَدْي⁣(⁣٢)، ثم يقول: «لكنه لم يقل غير ما قلنا» اهـ ولا غرو فاتباع الهوى يعصف بالإنسان عن الحق يميناً وشمالاً كما قال سبحانه: {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ}⁣[الأنعام: ١١٠].


(١) نوَّق: حَسَّن، مأخوذ من الأناقة.

(٢) أي كتاب زاد المعاد لابن القيم.