(فصل): [فيما يؤمر به المريض وما يصنع به إذا مات]
  ولده(١) إبراهيم(٢)، (و) يجوز (الإيذان(٣)) وهو الإعلام بموته ولو بصوت شهير لا يمكن الإعلام لمن قصد إعلامه إلا بذلك، كأن يقول من مئذنة أو نحوها(٤): «رحم الله من حضر الصلاة على فلان».
(١) لما رواه صاحب الإرشاد لما ماتت رقية بنت رسول الله ÷ بكت النساء عليها فضربهن عمر، فأخذ رسول الله ÷ بيده وقال: «دعهن يبكين» وقال لهن: «ابكين وإياكن ونعيق الشيطان، فإنه مهما يكن من العين والقلب فمن الله، ومهما يكن من اليد واللسان فمن الشيطان» فبكت فاطمة & على شفير القبر، فجعل ÷ يمسح الدموع من عينيها بطرف ثوبه.
(*) ويجوز تعداد محاسن الميت من غير أن يقترن به أمر محظور، والحجة في ذلك أن فاطمة صلوات الله عليها بكت أباها وندبته: «يا أبتاه، من ربه ناداه، يا أبتاه، إلى جبريل أنعاه، يا أبتاه، مَنْ جنة الفردوس مأواه، يا أبتاه، أجاب رباً دعاه» وهي & معصومة.
(٢) فقيل له في ذلك، فقال: «إنما نهيت عن صوتين أحمقين ...» الخبر. تمامه: «فاجرين: صوت نغمةٍ[١] لهوٌ ولعبٌ ومزامير الشيطان، وصوت عند نزول مصيبة لطم وجوه وشق جيوب. وهذا رحمة، ومن لا يرحم لا رحم». (صعيتري).
(٣) والفرق بينه± وبين النعي أن الإيذان مجرد الإعلام بالموت لأصحابه وإخوانه ومعارفه. والنعي: هو الذي يفعله الناس من الصياح للجنازة لموت الميت، والنعي في الأسواق والطرقات.
(*) ولفظ الصعيتري: وأما الإيذان فجائز؛ لأنه ÷ زار قبراً حديثاً، فقال: «ألا آذنتموني» ومرضت سكينة فقال ÷: «إذا ماتت فآذنوني».
(٤) مكان عال.
[١] بالغين المعجمة، كما هو المسموع. يقال: نغمة الدف وغيره من آلات الملاهي، وهو مذكور في ضياء الحلوم، وسمعته بالكسر والرفع، وقد ذكره في شرح مرغم [٠].
[٠] لفظ مرغم: ولهو سمعته في الشفاء بالكسر والرفع.