شرح الأزهار ط أهل البيت،

عبد الله بن أبي القاسم بن مفتاح (المتوفى: 877 هـ)

(فصل): [فيمن يغسل من الموتى ومن لا يغسل]

صفحة 26 - الجزء 3

  والفاسق(⁣١)). وقال الشافعي وأبو حنيفة: يجوز لولي الكافر المسلم أن يغسله. وحكى في الشفاء عن الأخوين أن غسل الفاسق مباح.

  وقال المنصور بالله: الأولى غسله تشريفاً للملة⁣(⁣٢).


= قوله في شعره:

ألم تعلموا أنا وجدنا محمداً ... نبياً كموسى خط في أول الكتب

ونحو ذلك من أشعاره، ولمدافعته عنه ÷، ولأن الله تعالى لا ينسى ما كان من جهته من الحنو والشفقة على الرسول. وإنما لم يصل عليه رسول الله ÷[⁣١] لأن موته كان بمكة قبل الهجرة، ولم تكن الصلاة على الموتى قد فرضت. وذهب بعض علماء العترة والفقهاء وأهل التاريخ والسير إلى أنه مات مشركاً؛ لأنه لما مات جاء أمير المؤمنين # إلى رسول الله ÷ فقال: «إن عمك الشيخ الضال مات» فسماه ضالاً، ولأنه ÷ لم يحضر دفنه، ولقوله ÷: «إن أبا طالب لفي ضحضاح⁣[⁣٢] من نار، ولولا مكاني منه لكان في الطمطام»⁣[⁣٣]. (بستان).

(١) لا ولده. (é).

(٢) قلنا: لا شرف مع استحقاق اللعن. (بحر بلفظه).


[١] ولذا لم يصل الرسول ÷ على خديجة، ولأن وفاة خديجة ^ بعد موت أبي طالب بثلاثة أيام، ذكره الدميري.

[٢] الضحضاح: الماء اليسير، أو إلى الكعبين، أو أنصاف السوق [جمع ساق]، أو ما لا غرق فيه. (قاموس). والطمطام: وسط البحر. (قاموس).

[٣] قال الإمام الحجة مجدالدين المؤيدي #: ولما مات أبو طالب أمر رسول الله ÷ بغسله وكفنه، ثم كشف عن وجهه، فمسح بيده اليمنى على جبهته اليمنى ثلاثاً، ثم مسح بيده اليسرى على جبهته اليسرى ثلاثاً، ثم قال: «كفلتني يتيماً، وربيتني صغيراً، ونصرتني كبيراً، فجزاك الله عني خيراً»، رواه أبو العباس الحسني عن الباقر #. ولما قارب أبو طالب الموت قال العباس له ÷: «والله يا ابن أخي لقد قال الكلمة التي أمرته بها أن يقولها» رواه ابن هشام، والحلبي في سيرته، وصاحب الاكتفاء، وحكى في فتح الباري عن ابن إسحاق بسنده إلى ابن عباس مثله. (من التحف شرح الزلف بلفظه).