(فصل): [في الصلاة على الميت]
  إليك، وقد أتينا معه مستشفعين له، سائلين له المغفرة، فاغفر له ذنوبه، وتجاوز عن سيئاته، وألحقه بنبيه محمد ÷، اللهم وسع عليه قبره، وافسح له أمره، وأذقه عفوك ورحمتك يا أكرم الأكرمين، اللهم ارزقنا حسن الاستعداد لمثل يومه، ولا تفتنا بعده، واجعل خير أعمالنا خواتمها، وخير أيامنا يوم نلقاك(١)».
  وإن كان فاسقاً - واضطر إلى الصلاة عليه - دعا عليه(٢).
  قال #: ويكفي من الخوف المبيح للصلاة عليه ما يخرج عن حد الاختيار(٣)، قال:
(١) أي: نلقى المقام الذي لا حكم لأحد فيه سواك.
(*) ثم يكبر ويسلم.
(٢) كما فعل الحسين بن علي @ حين صلى على سعيد بن العاص لعنه الله، فإنه قال: «اللهم العنه لعناً وبيلاً، وعجل بروحه إلى جهنم تعجيلاً» فقال له من بجنبه: هكذا صلاتكم على موتاكم؟ فقال: «لا، بل على أعدائنا»، ذكره في الشفاء وغيره. وفي رواية الجامع عن مولى لبني هاشم، عن دعاء الحسين بن علي على سعيد بن العاص: «اللهم املأ جوفه ناراً، واملأ قبره ناراً، وأعد له عندك ناراً، فإنه كان يوالي عدوك، ويعادي وليك، ويبغض أهل بيت نبيك» فقلت: هكذا تصلون على الجنازة؟ قال: «هكذا نصلي على عدونا». ومن هذا القبيل تقديم الحسين لسعيد بن العاص في الصلاة على أخيه الحسن، وقال: «لولا أنها سنة ما تقدمت» وقد اختلف فقيل: تقية، وقيل: بوصية من الحسن #: أن لا يراق بسببه دم محجمة، فيكون المراد بقوله: «لولا السنة» في إمضاء الوصية.
(٣) وهو أن يحصل عليه بترك الصلاة أذية من قول أو فعل لا يرضاهما.
(*) خاص هنا[١] وفي حضور جمعة الظلمة، ذكره الفقيه حسن. اهـ وقال في تعليق الدواري: ¹ الخوف ما يخشى معه التلف[٢] أو إذهاب عضو [أو حاسة من حواسه. (é)] أو نحو ذلك؛ لأن الإقدام على القبيح لا يجوز. (é).
[١] وينظر، فظاهر كلام أهل المذهب± أنه لا فرق بين جميع المحظورات.
[٢] وهو ظاهر الأزهار في باب الإكراه، ومثله في شرح الأثمار. وقيل: يجوز تقية، ولا يأثم، ودليل اشتراطه ظني فلا يأثم المخالف. (هداية) [٠].
[٠] لفظ الهداية: ومن حضرها (أي: الجمعة) مع أئمة الجور تقية فليصل الظهر قبلها، وقد روي ذلك عن أكثر قدماء العترة، ودليل اشتراطه ... إلخ.