شرح الأزهار ط أهل البيت،

عبد الله بن أبي القاسم بن مفتاح (المتوفى: 877 هـ)

(فصل): [في الصلاة على الميت]

صفحة 88 - الجزء 3

  إليك، وقد أتينا معه مستشفعين له، سائلين له المغفرة، فاغفر له ذنوبه، وتجاوز عن سيئاته، وألحقه بنبيه محمد ÷، اللهم وسع عليه قبره، وافسح له أمره، وأذقه عفوك ورحمتك يا أكرم الأكرمين، اللهم ارزقنا حسن الاستعداد لمثل يومه، ولا تفتنا بعده، واجعل خير أعمالنا خواتمها، وخير أيامنا يوم نلقاك⁣(⁣١)».

  وإن كان فاسقاً - واضطر إلى الصلاة عليه - دعا عليه⁣(⁣٢).

  قال #: ويكفي من الخوف المبيح للصلاة عليه ما يخرج عن حد الاختيار⁣(⁣٣)، قال:


(١) أي: نلقى المقام الذي لا حكم لأحد فيه سواك.

(*) ثم يكبر ويسلم.

(٢) كما فعل الحسين بن علي @ حين صلى على سعيد بن العاص لعنه الله، فإنه قال: «اللهم العنه لعناً وبيلاً، وعجل بروحه إلى جهنم تعجيلاً» فقال له من بجنبه: هكذا صلاتكم على موتاكم؟ فقال: «لا، بل على أعدائنا»، ذكره في الشفاء وغيره. وفي رواية الجامع عن مولى لبني هاشم، عن دعاء الحسين بن علي على سعيد بن العاص: «اللهم املأ جوفه ناراً، واملأ قبره ناراً، وأعد له عندك ناراً، فإنه كان يوالي عدوك، ويعادي وليك، ويبغض أهل بيت نبيك» فقلت: هكذا تصلون على الجنازة؟ قال: «هكذا نصلي على عدونا». ومن هذا القبيل تقديم الحسين لسعيد بن العاص في الصلاة على أخيه الحسن، وقال: «لولا أنها سنة ما تقدمت» وقد اختلف فقيل: تقية، وقيل: بوصية من الحسن #: أن لا يراق بسببه دم محجمة، فيكون المراد بقوله: «لولا السنة» في إمضاء الوصية.

(٣) وهو أن يحصل عليه بترك الصلاة أذية من قول أو فعل لا يرضاهما.

(*) خاص هنا⁣[⁣١] وفي حضور جمعة الظلمة، ذكره الفقيه حسن. اهـ وقال في تعليق الدواري: ¹ الخوف ما يخشى معه التلف⁣[⁣٢] أو إذهاب عضو [أو حاسة من حواسه. (é)] أو نحو ذلك؛ لأن الإقدام على القبيح لا يجوز. (é).


[١] وينظر، فظاهر كلام أهل المذهب± أنه لا فرق بين جميع المحظورات.

[٢] وهو ظاهر الأزهار في باب الإكراه، ومثله في شرح الأثمار. وقيل: يجوز تقية، ولا يأثم، ودليل اشتراطه ظني فلا يأثم المخالف. (هداية) [٠].

[٠] لفظ الهداية: ومن حضرها (أي: الجمعة) مع أئمة الجور تقية فليصل الظهر قبلها، وقد روي ذلك عن أكثر قدماء العترة، ودليل اشتراطه ... إلخ.