شرح الأزهار ط أهل البيت،

عبد الله بن أبي القاسم بن مفتاح (المتوفى: 877 هـ)

(فصل): [في كيفية دفن الميت وأحكامه]

صفحة 109 - الجزء 3

  يقول: «اللهم إيماناً بك، وتصديقاً برسلك، وإيقاناً ببعثك، هذا ما وعدنا الله ورسوله، وصدق الله ورسوله»، وهذا كان يقوله علي # إذا حثى على ميت.

  قال في الأذكار عن أصحاب الشافعي: يكون± الحثو باليدين معاً، ويقول في الأولى: {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ}⁣(⁣١)، وفي الثانية: {وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ}، وفي الثالثة: {وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى ٥٥}⁣[طه].

  قال في الانتصار±: ولا يزاد على التراب الذي خرج من القبر⁣(⁣٢).

  (و) السابع: (رشه(⁣٣)) أي: رش القبر بعد استكمال وضع التراب والحصى عليه.


(١) قال مولانا #±: وإذا أردنا الجمع بين الروايتين حملنا ما روي عن علي # أنه قبل الحثو، والذي في الأذكار مقارن له. (نجري).

(*) أي: من الأرض خلق أصلهم، وهو آدم #. وروى في الكشاف والحاكم: أن الملك يأخذ من تراب المكان الذي يدفن فيه الميت فيذره على النطفة فيخلق من التراب والنطفة، فذلك قوله تعالى: {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ ...} الآية. (أعقم).

(٢) إلا لحاجة± إليه.

(٣) وما حوله من القبور.

(*) لرشه ÷ لقبر ولده إبراهيم، ورش حوله إلى سبعة قبور.

(*) قال المؤيد بالله والإمام يحيى: ولأن في صب الماء البارد تفاؤلاً؛ لما فيه من البرد والروح والراحة، فلعل الله يجعل للميت في قبره روحاً وراحة. ذكره في شرح البحر، وهو يفهم من وضع النبي ÷ للجريد الأخضر⁣[⁣١]، ولأنه ÷ رفع قبر ابنه إبراهيم بيده، ثم رش عليه الماء ثلاث مرات. (شرح فتح).


[١] فصل: قال القرطبي: استدل بعض علمائنا على نفع الميت بالقراءة عند القبر بحديث العَسِيْب الذي شقه النبي ÷ اثنتين وغرسه وقال: «لعل الله يخفف عنهما ما لم ييبسا». قال الخطابي: هذا عند أهل العلم محمول على أن الأشياء ما دامت على أصل خلقتها وخضرتها وطراوتها فإنها تسبح حتى تجف رطوبتها، أو تحول خضرتها، وتقطع عن أصلها. قال غير الخطابي: فإذا خفف عنهما بتسبيح الجريد فكيف بقراءة المؤمن القرآن. قال: وهذا الحديث أصل في غرس الأشجار عند القبور. (من كتاب يسمى شرح الصدور في أحوال الموتى والقبور للأسيوطي).