(فصل) [في المقلد والتقليد]
  تقليد (غيرهم) عندنا(١).
  قال #: وإنما كانوا أولى لوجهين:
  أحدهما: قولنا: (لتواتر(٢) صحة اعتقادهم) لأن كلاً من المشهورين منهم تواتر عنه تخطئة المجبر والمجسم وغيرهما ممن أخطأ في اعتقاده، فعلم بذلك وبنصوصهم أيضاً أن اعتقادهم متضمن للعدل والتوحيد على كمال(٣)، ولم يسمع
(*) فإن قلت: لو وجد مجتهدان أحدهما من أهل البيت $، والثاني من غيرهم وهو أعلم، أو حي وعالم أهل البيت ميت فأيهما أرجح؟ قلت: في كل واحد منهما مرجح إلا أن مرجح أهل البيت مع حصول الكمال أقوى؛ لأجل± النصوص فيهم.
فإن قلت: أفيجوز لمن قد التزم مذهب إمام غيرهم الانتقال إلى مذهبهم لهذا المرجح؟ قلت: في ذلك تردد، وسنذكره إن شاء الله تعالى. (غيث لفظاً).
(*) والظاهر أن الأولوية هنا للوجوب، فمقلد غيرهم يكون مخطئًا؛ لأن هذه المسألة قطعية، التي هي وجوب تقليد الأرجح، وكونهم أرجح أمر مقطوع به. (بستان). المختار: أنه± مندوب، وهو ظاهر الأزهار. (مفتي).
(١) إشارة إلى خلاف أصحاب الشافعي، قالوا: تقليد الشافعي أولى؛ لقرب نسبه من رسول الله ÷؛ لأن الشافعي ينتسب إلى المطلب بن عبد مناف أخي هاشم. وأمه فاطمة بنت الإمام عبدالله بن الحسن #. (راوع). قلنا: فكيف بأولاده الذين لا ولد له سواهم؟! (شرح فتح).
(٢) تنبيه: قد ورد في أهل البيت $ أخبار كثيرة آحادية اللفظ متواترة المعنى، قال #: ولولا ظهور إجماع السلف على جواز تقليد غيرهم لحَرَّمْتُهُ لهذه الأخبار، لكن نحملها على مخالفة إجماعهم. فاقتضى كلامه # حكمين: أحدهما: أن المجتهد من أهل البيت أولى بالتقليد من المجتهد من غيرهم. (مضواحي). وقيل: إن الآيات التي وردت على فضل أهل البيت # وعصمتهم[١] خمسمائة آية، ومن الأخبار ألف حديث.
(٣) ولأنهم سفن النجاة، وقرناء الكتاب، كما ورد في الحديث المستطار، ولأنهم معدن الهداية، وفيهم النبوة.
[١] إن أراد شمول العصمة لجميع أفرادهم فهو معلوم البطلان، فليحقق ذلك.