(فصل) [في المقلد والتقليد]
  وإلى الوجه الثاني أشرنا بقولنا: (ولخبري السفينة(١)) وهما: «أهل بيتي كسفينة نوح ..» الخبر. وقوله ÷: «فأين يتاه بكم(٢) عن علم(٣) تنوسخ من
(١) قال في الأثمار: فيجب أن يكون بهم في الفروع الاقتداء، وإليهم في الأصول الاعتزاء، يعني: يجب تقليدهم في الفروع دون غيرهم، وأن يعتزي إليهم في الأصول، بأن يظهر بأن اعتقاده كاعتقادهم، بعد أن عرف ذلك بأدلته، لا على وجه التقليد فيه. (تكميل).
(٢) يتاه، أي: يذهب، والتائه في اللغة: الضال عن الطريق، أي: ضلها وذهب في غيرها، قال الشاعر:
ها إن تا عذرة إن لم تكن نفعت ... فإن صاحبها قد تاه في البلد
قوله: «يتاه» ليس من كلامه ÷، بل من كلام أمير المؤمنين #، ذكره الإمام المنصور بالله في الرسالة الناصحة، قال ما لفظه: (يا أيها الناس، اعلموا أن العلم الذي أنزله الله على الأنبياء من قبلكم في عترة نبيكم ÷، فأين يتاه بكم عن علم تنوسخ من أصلاب أصحاب السفينة، هؤلاء مثلها فيكم، وهم كالكهف لأصحاب الكهف، وهم باب السلم، فادخلوا في السلم كافة، وهم باب حطة، من دخله غفر له، خذوها عني عن خاتم النبيين). وهو مروي في أمالي أبي طالب، عن علي بن أبي طالب #. قال المنصور بالله: هذا قول الوصي يكون توقيفاً، وهو خارج عن المجتهدات؛ لكونه غيوباً وإخباراً عن الكائنات، وهذا من غريب الحديث ودرره، وما يعقلها إلا العالمون.
(*) قال في الهداية: ولشرع الصلاة عليهم في التشهد وغيره. قال في هامشها: روى قطب عباد زمانه إبراهيم بن أحمد الكينعي عادت بركاته عن الفقيه الإمام حسن بن محمد النحوي ¦: أن ملكاً من ملوك الإسلام اختلفت عليه آراء العقائد والمذاهب، فجمع علماء الإسلام وقال: تشتتت عليّ العقائد والمذاهب فدلوني على عقيدة ألقى الله بها، وكان فيهم السيد الرضي مصنف نهج البلاغة، وحضرت الصلاة فقدموه ليصلي بهم، فصلى بهم وتشهد فقال: «اللهم صل على محمد وأبي بكر وعمر وعثمان»، فصاحوا من خلفه: أفسدت الصلاة، أبطلت صلاتنا. فتبسم الملك وقال: بطلت الصلاة؟ فقالوا: «نعم» بأجمعهم، فنفض الملك ثيابه وقام، وعرف أن متابعة العترة هو الأمر المجمع عليه، وما زاد على ذلك. (حاشية هداية).
(٣) وهو علم العدل والتوحيد؛ إذ هو مذهب كل نبي. (تلخيص).