شرح الأزهار ط أهل البيت،

عبد الله بن أبي القاسم بن مفتاح (المتوفى: 877 هـ)

(باب الاعتكاف)

صفحة 563 - الجزء 3

  ورجب شهرك يا علي، ورمضان شهر الله»⁣(⁣١) يعني: أنه حبب إليه صوم شعبان، وإلى علي صوم رجب، وحبب الله صوم رمضان⁣(⁣٢) إلى عباده.

  (و) ندب صوم (أيام البيض(⁣٣)) وهي: ثالث عشر⁣(⁣٤) ورابع عشر وخامس عشر من كل شهر، وسميت بيضاً قيل: لأن لياليها بيض كلها أو أكثرها؛ لأجل القمر. ولا خلاف أنه يستحب صيامها؛ لقوله ÷: «من صامهن فقد صام الدهر»⁣(⁣٥).


= يكن كذلك لم يحب الرسول ÷ أبلغ من الذي حببه الله إلى خلقه، ولا علي شيئاً غير الذي أحبه الرسول ÷ إذا كان الوجه واحداً. (ديباج).

(١) رواه المرتضى.

(٢) أي: أوجبه.

(٣) لقوله ÷ لعلي #: «يقول لك جبريل #: صم من كل شهر ثلاثة أيام يكتب لك في أول يوم عشرة آلاف حسنة، وفي اليوم الثاني ثلاثون ألفاً، وفي اليوم الثالث مائة ألف حسنة» فقلت: يا رسول الله، ألي خاصة أم للناس عامة؟ فقال: «يا علي، يعطيك الله هذا الثواب ولمن عمل عملك» قلت: فما هي؟ قال: «أيام البيض». (من تفسير أعقم). وروي أن رجلاً كان يجلس إلى بعض العلماء ولا يتكلم، فقيل له يوماً: ألا تتكلم؟ قال: نعم، أخبرني لأي شيء يستحب صيام الأيام البيض من كل شهر؟ فقال: لا أدري، فقال الرجل: لكني أدري، قال: وما هو؟ قال: لأن القمر لا ينكسف إلا فيهن، فأحب الله تعالى أن لا تحدث في السماء آية إلا حدثت في الأرض مثلها. وهذا أحسن ما قيل فيه. (من حياة الحيوان).

(*) فائدة لغوية: قيل: إن العرب تجزِّئ الشهر عشرة أجزاء، كل جزء ثلاثة أيام: غرر، ثم شهب، ثم بهر، ثم عشر، ثم بيض، ثم درع، ثم خنس، ثم دهم، ثم فحم، ثم دادي. وذلك باختلاف أحوالها بالنظر إلى اختلاف أحوال القمر. (تكميل).

(*) وكأنه قال: أيام الليالي البيض فحذف المضاف إليه وأقام صفته مقامه. (غيث).

(٤) غالباً احتراز± من ثالث عشر من ذي الحجة فإنه لا يصح صومه.

(٥) لأن الحسنة بعشر أمثالها.