شرح الأزهار ط أهل البيت،

عبد الله بن أبي القاسم بن مفتاح (المتوفى: 877 هـ)

(باب الاعتكاف)

صفحة 564 - الجزء 3

  (و) ندب صوم (أربعاء⁣(⁣١) بين⁣(⁣٢) خميسين) وهو أن يصوم± أول خميس من الشهر، وآخر خميس± منه، ويصوم بينهما أربعاء، يخير بين الأربعائين±(⁣٣) المتوسطين، يستحب ذلك في كل شهر عندنا والشافعي. وقال أبو حنيفة ومالك: لا يستحب ذلك.

  (والاثنين⁣(⁣٤) والخميس) يستحب صومهما مستمراً لمن لا يضعف بذلك؛ لأنه ÷ كان يصومهما، فسئل عن ذلك فقال: «إن أعمال⁣(⁣٥) الناس تعرض على الله⁣(⁣٦) يوم الاثنين ويوم الخميس، فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم».

  (و) يندب صوم (ستة) أيام⁣(⁣٧) (عقيب الفطر) لما روي عنه ÷ أنه قال:


(١) قيل: لأن الله تعالى خلق جهنم يوم الأربعاء.

(٢) لقوله ÷: «وأما الصيام فثلاثة أيام في كل شهر، الخميس في أوله، والأربعاء في وسطه، والخميس في آخره» في خبر طويل رواه الصادق #، وروى الصادق عن آبائه عن علي # أنه قال: (صوموا ثلاثة أيام في كل شهر، فهي تعدل صيام أيام الدهر، ونحن نصوم خميسين بينهما أربعاء؛ لأن الله خلق جهنم يوم الأربعاء). (غيث بلفظه).

(٣) صوابه: الأربعاءات المتوسطة، وهي في الغيث كذلك.

(٤) لو قال: «علي لله أن أصوم أفضل الأيام» لزمه أن يصوم الاثنين والخميس؛ لأنهما أفضل، قال سيدنا: وهذا مستقيم± إن قال: أفضل الأيام صياماً، وأما لو قال: أفضل الأيام وأطلق لزمه الجمعة. وذكر معناه في الوابل. (è). ومثله في الكواكب عن الإمام يحيى. (é).

(٥) هذا تجوّز، وإلا فمعنى الخبر أن الله تعالى تعبد الملائكة بعرض أعمال الناس، وإلا فهو عالم بذلك تبارك وتعالى.

(٦) يعني: في الدنيا. (إرشاد). وقيل: في الآخرة. (مرغم).

(٧) وهل يندب وإن لم يصم رمضان لعذر، أو بلغ في آخر يوم من رمضان؟ ينظر. (حاشية سحولي). لعله يستحب±[⁣١]. (é). وقيل: لا يستحب؛ لقوله ÷: «من صام رمضان» إلى آخره، وقرره المفتي.

(*) متوالية°. (أثمار). من ثاني شوال (ê).


[١] وقواه التهامي وقرره الشامي، ومثله عن المفتي؛ لأن الحديث للمبالغة. وقيل: عن المفتي: لا يستحب؛ للحديث، ولقوله: «فكأنما صام الدهر» وتعليلهم لذلك بما هو معروف وإن أخرجه مخرج الأغلب.