شرح الأزهار ط أهل البيت،

عبد الله بن أبي القاسم بن مفتاح (المتوفى: 877 هـ)

(فصل): [في بيان ما يندب قبل الإحرام وبعده، ووقته، ومكانه]

صفحة 608 - الجزء 3

  يتوخى⁣(⁣١) أن يكون عقد إحرامه عقيب صلاة فرض (وإ) ن (لا) يتفق له عقيب فرض (فركعتان(⁣٢)) يصليهما بعد أن اغتسل ولبس ثوبي إحرامه، ثم يقول بعد


(١) وفي رواية عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله ÷ يهل ملبياً، يقول: «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك» لا يزيد على هذا الكلمات، هذه من روايات البخاري ومسلم، وللباقين نحوها. ورواها علي # وعائشة وجابر بن عبدالله وأنس وابن عباس وابن مسعود وعمرو بن معدي كرب، كلهم عن النبي ÷، حكاه في الاعتصام عن أهل الصحاح. وفي رواية للنسائي قال: إن رسول الله ÷ يهل إذا استوت به ناقته وانبعثت. وعن سعد بن أبي وقاص: أن رسول الله ÷ كان إذا أخذ طريق الفُرْع⁣[⁣١] أهل إذا استقلت به راحلته، وإذا أخذ طريق أحد أَهَلَّ إذا أشرف على جبل البيداء⁣[⁣٢]، أخرجه أبو داود. وعن أنس: أن رسول الله ÷ صلى الظهر ثم ركب راحلته، فلما استوى على جبل البيداء أهل، أخرجه أبو داود. وعن سعيد بن جبير قال قلت لابن عباس: يا أبا العباس، عجبت لاختلاف أصحاب رسول الله ÷ في إهلال رسول الله ÷ حين أوجب - أي: أحرم - فقال: إني لأعلم الناس بذلك، إنها إنما كانت من رسول الله ÷ حجة واحدة، فمن هناك اختلفوا، خرج رسول الله ÷ حاجاً، فلما صلى بمسجده بذي الحليفة ركعتين أوجب في مجلسه، وأهل بالحج حين فرغ من ركعتيه، فسمع ذلك منه أقوام فحفظَتْه عنه، ثم ركب، فلما استقلت به ناقته أهل، وأدرك ذلك منه أقوام - وذلك أن الناس إنما كانوا يأتون أرسالاً - فسمعوه حين استقلت به ناقته يهل فقالوا: إنما أَهَلَّ رسول الله ÷ حين استقلت به ناقته، ثم مضى رسول الله ÷ فلما علا على شرف البيداء أهل، وأدرك ذلك منه أقوام فقالوا: إنما أهل حين علا على شرف البيداء، قال سعيد بن جبير: فمن أخذ بقول عبدالله بن عباس أهل من مصلاه إذا فرغ من ركعتيه. قال ابن بهران: أخرجه أبو داود. (من ضياء ذوي الأبصار).

(٢) ولو نذراً أو مقضية، في غير وقت كراهة حيث هما نفل. (حاشية سحولي لفظاً) (é).

(*) يقرأ في الأولى الكافرون وفي الثانية الإخلاص.


[١] هو بضم الفاء وسكون الراء: موضع معروف بين مكة والمدينة. (نهاية).

[٢] هي هنا اسم موضع مخصوص بين مكة والمدينة. (نهاية). قال العلماء: هي الشرف الذي قدام ذي الحليفة إلى جهة مكة، وهي بقرب ذي الحليفة. (شرح مسلم).