(فصل): [في بيان ما يندب قبل الإحرام وبعده، ووقته، ومكانه]
  الصلاة: «اللهم إني أريد(١) الحج»، وإن كان قارناً قال: «أريد القران بين الحج والعمرة»، وإن كان متمتعاً قال: «أريد العمرة متمتعاً بها إلى الحج»، ثم يقول: «فيسر ذلك لي، وتقبله مني».
  ويستحب عندنا أن يقول: «ومحلي(٢) حيث حبستني(٣)»، وله الحل إذا أحصر ولو لم يكن قال¹ ذلك، وإذا قال ذلك وأحصر لم يسقط´ هذا الشرط عنه دم الإحصار عندنا(٤).
  وقال أبو حنيفة: لا معنى للاشتراط؛ لأنه سواء ذكره أم لم يذكره فإنه لا يسقط عنه دم الإحصار إذا أحصر. قال مولانا #: وهو قوي(٥).
  ثم يقول بعد ذلك: «أحرم لك بالحج شعري وبشري، ولحمي ودمي، وما أَقَلَّت(٦) الأرض مني(٧)، لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن(٨)
(١) لا يحتاج إلى± لفظة «أريد» فتأمل كما سيأتي، والله أعلم، فيقول: «اللهم إني محرم لك بكذا».
(٢) بكسر الحاء وفتحها. (ديوان أدب).
(٣) يعني: إذا أحصر بعد الإحرام، فهذا كان في أول الإسلام لا يجوز للمحصر أن يتحلل إلا إذا ذكره في آخر إحرامه، ثم إنه نسخ حكمه وبقي ذكره مستحباً، مع أنه يجب دم الإحصار.
(٤) خلاف أحد قولي الشافعي، فقال: إذا فعل ذلك أسقط دم الإحصار.
(٥) وقد رجع عنه في البحر. اهـ حيث قال: قلنا: تعبداً.
(٦) أي: حملت.
(٧) ومعنى «لبيك»: أنا مقيم على طاعتك، غير خارج منها ولا شارد. وقيل: «لبيك»: أنا مواجهك بما تحب، مشتق من قولهم: داري تَلُبُّ دارك، أي: تواجهها. وقيل: مشتق من «ألب بالمكان» أي: أقام. (نجري).
(٨) بفتح الهمزة وكسرها.
(*) يجوز فتح «أن» وكسرها، قال #: الفتح على معنى التعليل، كأنه قال: لأن الحمد والنعمة لك، والكسر على معنى الابتداء، كأنه قال: لبيك والحمد والنعمة لك، قال: والكسر أولى؛ لأنها إذا كانت مكسورة فهي جملتان، وإن كانت مفتوحة فهي جملة واحدة.