[النسك الخامس: المبيت بمزدلفة]
  التروية لأنه لم يكن في عرفات ماء، فكانوا يتروون(١) إليها. وقيل: لأن إبراهيم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ كان مروياً(٢) في رؤياه في ذلك اليوم غير قاطع.
  (و) ندب (الإفاضة من بين(٣) العلمين) وينبغي(٤) أن يفيض بسكينة(٥) ووقار(٦) ملبياً، مكثراً من الذكر والاستغفار.
[النسك الخامس: المبيت بمزدلفة]
  النسك (الخامس: المبيت بمزدلفة(٧)) ليلة النحر، فإنه واجب إجماعاً، وحدّها من مَأْزِمي(٨) عرفة
(١) يعني: يغترفون الماء ويحملونه إلى الجبل.
(٢) أي: شاكاً. وقيل: متحيراً. وقيل: متردداً.
(*) قال في القاموس: أو لأن إبراهيم # كان يتروى ويتفكر في رؤياه فيه، وفي التاسع عرف، وفي العاشر استعمل.
(٣) لقوله تعالى: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ}[البقرة: ١٩٩]، والمراد بالناس إبراهيم #، ولا ينكر في اللغة؛ فقد قال تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ} الآية [آل عمران: ١٧٣]، أراد بالناس الأول: نعيم بن مسعود، والثاني أبا سفيان. (شفاء معنى).
(٤) ندباً.
(٥) في القلب، قال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ}[الفتح: ٤].
(*) ندباً.
(٦) في الجوارح.
(٧) وسميت مزدلفة لأن آدم اجتمع إلى حواء وازدلف إليها، يعني: قرب. (جوهرة).
(*) لفعله ÷، وفي الجامع الكافي: قال محمد: بلغنا عن رسول الله ÷ أنه أفاض من عرفة حين غابت الشمس حتى أتى جمعاً فصلى بها المغرب والعشاء بأذان وإقامتين، ثم بات، فلما أصبح وقف على قزح فقال: «هذا قزح وهو الموقف، وجمع كلها موقف، وارتفعوا عن بطن محسر»، فلما أتى محسراً أفزع راحلته حتى جاوز الوادي. قال محمد: وحد جمع الذي لا ينبغي أن يقصر عنه من حد مأزمي عرفات مما يلي جمعاً إلى حد وادي محسر. يعني: أن محسراً ليس منها. (ضياء ذوي الأبصار).
(٨) المأزمان: كل ضيق بين جبلين، ذكره الإمام يحيى.