شرح الأزهار ط أهل البيت،

عبد الله بن أبي القاسم بن مفتاح (المتوفى: 877 هـ)

[النسك الخامس: المبيت بمزدلفة]

صفحة 704 - الجزء 3

  التروية لأنه لم يكن في عرفات ماء، فكانوا يتروون⁣(⁣١) إليها. وقيل: لأن إبراهيم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ كان مروياً⁣(⁣٢) في رؤياه في ذلك اليوم غير قاطع.

  (و) ندب (الإفاضة من بين⁣(⁣٣) العلمين) وينبغي⁣(⁣٤) أن يفيض بسكينة⁣(⁣٥) ووقار⁣(⁣٦) ملبياً، مكثراً من الذكر والاستغفار.

[النسك الخامس: المبيت بمزدلفة]

  النسك (الخامس: المبيت بمزدلفة(⁣٧)) ليلة النحر، فإنه واجب إجماعاً، وحدّها من مَأْزِمي⁣(⁣٨) عرفة


(١) يعني: يغترفون الماء ويحملونه إلى الجبل.

(٢) أي: شاكاً. وقيل: متحيراً. وقيل: متردداً.

(*) قال في القاموس: أو لأن إبراهيم # كان يتروى ويتفكر في رؤياه فيه، وفي التاسع عرف، وفي العاشر استعمل.

(٣) لقوله تعالى: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ}⁣[البقرة: ١٩٩]، والمراد بالناس إبراهيم #، ولا ينكر في اللغة؛ فقد قال تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ} الآية [آل عمران: ١٧٣]، أراد بالناس الأول: نعيم بن مسعود، والثاني أبا سفيان. (شفاء معنى).

(٤) ندباً.

(٥) في القلب، قال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ}⁣[الفتح: ٤].

(*) ندباً.

(٦) في الجوارح.

(٧) وسميت مزدلفة لأن آدم اجتمع إلى حواء وازدلف إليها، يعني: قرب. (جوهرة).

(*) لفعله ÷، وفي الجامع الكافي: قال محمد: بلغنا عن رسول الله ÷ أنه أفاض من عرفة حين غابت الشمس حتى أتى جمعاً فصلى بها المغرب والعشاء بأذان وإقامتين، ثم بات، فلما أصبح وقف على قزح فقال: «هذا قزح وهو الموقف، وجمع كلها موقف، وارتفعوا عن بطن محسر»، فلما أتى محسراً أفزع راحلته حتى جاوز الوادي. قال محمد: وحد جمع الذي لا ينبغي أن يقصر عنه من حد مأزمي عرفات مما يلي جمعاً إلى حد وادي محسر. يعني: أن محسراً ليس منها. (ضياء ذوي الأبصار).

(٨) المأزمان: كل ضيق بين جبلين، ذكره الإمام يحيى.