[النسك السادس: المرور بالمشعر]
  وسميت مزدلفة بهذا الاسم لقرب الناس إلى منى، يقال: ازدلف القوم، إذا تقاربوا.
[النسك السادس: المرور بالمشعر]
  النسك (السادس: المرور بالمشعر(١)) الحرام، فإنه فرض واجب عندنا. وعند أبي حنيفة والشافعي: أنه مستحب.
  قال يحيى #: حد المشعر¹ إلى المأزمين(٢) إلى الحياض إلى وادي محسر.
  قال الفقيه علي: وفيه نظر؛ لأنه أدخل المزدلفة في المشعر وهي غيره.
  وقال في فقه اللغة عن الزجاج وأبي عمرو: المشعر الحرام المزدلفة(٣) كلها(٤).
(١) وسمي مشعراً لأن الدعاء عنده والوقوف فيه والذبح به من معالم الحج. (شمس).
(٢) مأزمي عرفة.
(٣) وفي شرح مسلم للنواوي: أنه جبل بالمزدلفة يقال له: قزح[١]. وقيل: إن المشعر الحرام كل المزدلفة، فلا معنى لتنظير الفقيه علي على الهادي، فقوله هو قول الناس. قال في روضة النواوي: إن المسافة بين مكة وبين منى فرسخان، وقيل: فرسخ، وبين عرفة ومنى فرسخان، ومزدلفة متوسطة بينهما. (شرح فتح). قال في روضة النواوي: قلت: والمختار أن المسافة بين مكة ومنى فرسخ واحد، كذا قاله جمهور المحققين.
(*) قلت: والتحقيق أنا إن قلنا: إن المشعر هو المزدلفة فالدفع قبل الشروق هو نفس المرور بالمشعر، فإذا طلعت الشمس خرج وقته فيلزم دم، وإن قلنا: هو موضع خاص - كما هو الأصح - فالدفع غير المرور بالمشعر؛ لأن المراد بالدفع الخروج من مزدلفة قبل الشروق، والمراد بالمرور بالمشعر المرور بذلك المكان المخصوص، فيتحصل من ظاهر الأزهار على هذا أن المرور بالمشعر لا وقت له كما أشار إليه الذويد، فإذا مرّ به بعد طلوع الشمس صح، ولكن يلزم دم لترك الدفع قبل الشروق. (تكميل بلفظه).
(٤) فعلى هذا كل مزدلفة مشعر ولا عكس، ومثله في شرح الفتح، فالمشعر أعم من المزدلفة. اهـ إذ وادي محسر ليس مزدلفة. لقوله ÷: «ارتفعوا من وادي محسر».
[١] بضم القاف وفتح الزاي والحاء المهملة.
[*] وهو الجبل المعروف بمزدلفة، يفد الحاج للدعاء عليه بعد الصبح يوم النحر. قال الأزرقي: وعلى قزح أسطوانة من حجارة مدورة، تدوير حولها أربعة وعشرون ذراعاً، وطولها في السماء اثنا عشر ذراعاً. (من كتاب الإشارات).