(باب النجاسات)
  ولحقه موته(١) فإنه طاهر±.
(*) ومما احترز منه في «غالباً» صور أربع: الأولى: أن يكون البائن والمبان منه طاهران، وذلك حيث أبان منه شيئاً بضربة قاتلة، ومات الصيد قبل إدراكه حياً. الثانية: أن يكونا نجسين، وذلك بأن يقد الصيد نصفين، وأدركهما حيين، ولم يذكهما[١]. الثالثة: أن يكون البائن طاهراً، والمبان منه نجساً، وهو أن يزيل منه يداً أو رجلاً بضربة قاتلة[٢] وأدرك الأكثر منه حياً، ولم يذكه لفقد آلة أو عجز عن إضجاعه. الرابعة: أن يكون البائن نجساً، والمبان منه طاهراً، وهو أن يزيل منه عضواً بضربة غير قاتلة[٣] فإنه بائن من حي، وأدرك الصيد حياً وذكاه، هذا هو الجاري على أصول المذهب. (سيدنا حسن).
(*) فائدة: لو ضرب الصيد فقده نصفين، وأدركهما حيين فلا بد من ذكاتهما معاً، وإلا حل ما ذكاه فقط وحرم الآخر[٤]، وإن أدرك أحدهما حياً والآخر ميتاً حل الذي مات[٥]، ويذكي الحي ولو بالطعن إن لم يمكن في الرقبة، وإن لم يذكه حرم، ومبنى هذا على ما يفهمه الأزهار بقوله: «ويذكى ما أُدرك حياً». فمفهومه ولو كان الصيد يموت بالمباشرة، ولو ما أدرك إلا بعضه. ولفظ البيان في باب الصيد: فرع: فلو أدركه وقد مات الأكثر وبقي المبان حياً، فقال الفقيه يحيى البحيبح: إنه يطعن± المبان حتى يموت وحل. (بلفظه من خط سيدنا حسن). (é).
(١) فوراً.
[١] أما إذا كان المختار كلام الشامي أن ما كان يقتل بالمباشرة لا يحتاج تذكية فالقياس أنهما طاهران؛ لكن ظاهر الأزهار بقوله: «ويذكى ما أدرك حياً» مطلق. (سيدنا حسن).
[٢] المختار أنهما طاهران. فيه نظر؛ لأنه بائن من حي ولم يذكه، وفقد الآلة لا يصيره طاهراً. اهـ فيكون البائن والمبان منه نجسين؛ لأن الضربة القاتلة لم تكن تذكية؛ لإدراكه حياً، والله أعلم. (سيدنا حسن). (é).
[٣] أما القاتلة فينظر فيه هل يكون البائن بائناً من حي؟ أو بائناً من مذكى؟ القياس أنه بائن من حي نجس؛ لأن الضربة القاتلة انكشفت أنها ليست ذكاته؛ لإدراك المبان منه حياً، فذكاته التذكية الحقيقة، والله أعلم. (سيدنا حسن). (é).
[٤] لأن الضربة الأولى لم تكن ذكاته مع إدراك المبان منه حياً، فذكاته هي الآخرة، والله أعلم. (سيدنا حسن). (é).
[٥] لا يستقيم؛ لأنه بائن من حي، فيحرم مع توجه تذكية الآخر؛ لأنه إن ذكى الآخر فالذكاة هي الآخرة، والأول بائن من حي، وإن لم يذك الآخر مع إدراكه حياً فالضربة الأولى ليست بذكاة، فيحرمان معاً، والله أعلم، وللناظر نظره، وكلامهم في باب الصيد مضطرب فليراجع. (سيدنا حسن).