شرح الأزهار ط أهل البيت،

عبد الله بن أبي القاسم بن مفتاح (المتوفى: 877 هـ)

(كتاب النكاح)

صفحة 7 - الجزء 4

(كتاب النكاح(⁣١))

  النكاح في اللغة⁣(⁣٢) ورد بمعنى الوطء وبمعنى عقد النكاح، يقال: نكح فلان من فلان ابنته، أي: عقد عليها، ويقال: نكح زوجته، أي: وطئها.


(١) والأصل في النكاح الكتاب والسنة والإجماع، أما الكتاب فقوله تعالى: {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ ...} الآية [النساء: ٣]، وقوله عز من قائل: {وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ}⁣[النور: ٣٢]، وقوله تعالى: {مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ}⁣[النساء: ٢٤]، إلى غير ذلك من الآيات. وأما السنة فقوله ÷: «يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فليصم؛ فإن الصوم له وجاء»⁣[⁣١] يعني: ومن لم يستطع أن يتزوج فليصم [الباءة: الجماع، [والمعنى: من استطاع الجماع] بحصول أسبابه من مال وغيره، والاستطاعة: قيل: المنزل، وقيل: المال والباءة، وهو الصحيح. (درر)] الوجاء: عبارة عن رض الخصيتين للفحل حتى تزول فحولته، وهو مجاز هنا، كنى به عن ضعف الوقاع بالصوم. (شفاء بلفظه). وأما الإجماع فلا خلاف في استحبابه على سبيل الجملة، وقد قال الناصر والمنصور بالله وأبو حنيفة: الاشتغال به أولى من التخلي للنوافل. (درر على وسيط الفرائض). وعن علي # قال: قال رسول الله ÷: «تزوجوا فإني مكاثر بكم الأمم». وعن علي # قال: قال رسول الله ÷: «إذا نظر العبد إلى وجه زوجه ونظرت إليه نظر الله إليهما نظر رحمة، فإذا أخذ بكفها وأخذت بكفه تساقطت ذنوبهما من خلال أصابعهما، فإذا تغشاها حفت بهما الملائكة من الأرض إلى عنان السماء، وكانت كل لذة وكل شهوة حسنات كأمثال الجبال، فإذا حملت كان لها أجر المصلي الصائم القائم المجاهد في سبيل الله، فإذا وضعت لم تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين». (من مجموع زيد بن علي #).

(*) فائدة: ذكر أبو حنيفة أن النكاح أفضل من العبادة، والأحاديث تدل على ذلك، قال الإمام يحيى #: لكن الأصح أن من لم تتق نفسه إلى الوقاع فالتخلي للعبادة أفضل، فأما من تتوق نفسه إلى ذلك فالنكاح له واجب أو مستحب. (تعليق القاضي عبدالله الدواري).

(٢) قيل: جمع أسماء النكاح أبو القاسم علي بن جعفر اللغوي فبلغت ألف اسم وأربعين اسماً. (شرح منهاج).


[١] الوجاء: بكسر الواو، وبعدها جيم، وبالمد. (شرح أثمار).