(فصل): [في كيفية التعبد بالنكاح]
  (لا التدفيف(١) المثلث والغناء(٢))
(١) قال في كتاب التقرير ما لفظه: وأما شعر النساء بالعروس المسمى بالزفيف في جهاتنا، وفي جهات تهامة بالهذي - فلم أقف فيه على نص لأحد من أئمتنا $ على تحريمه، والظاهر أنه جائز في تلك الحال إذا كان لا يؤدي إلى قبيح، والأصل فيه ما رويناه عن النبي ÷ أنه سمع نسوة يهذين بهذي في عرس، وهن يقلن شعراً:
أتيناكم أتيناكم ... فحيوا من يحييكم
ولولا الذهب الأحمر ... ما نحلل بواديكم
فقال ÷:
ولولا الحنطة السمراء ... ما سمنت عذاريكم
ولو قال: لم تسمن عذاريكم كان شعراً، فلولا أن ذلك جائز لما أعانهن عليه. (شفاء).
(٢) وهو ما يطرب±[١] ويدعو إلى اللهو فلا يجوز، سواء كان بدف أو طبل أو مزمار، أو صوت نشيد أو غيره، وسواء كان في وليمة أو غيرها. وقصد استماعه كفعله، لا سماعه من غير عناية فلا يجب± سد الأذنين. (بيان بلفظه).
(*) قال الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ ...} الآية [لقمان: ٦]، قال المفسرون: هو الغناء. وقال ÷: «صوتان ملعونان فاجران: صوت عند نعمة، لهو ولعب ومزامير الشيطان ..» الخبر، وقال تعالى: {وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ}[العنكبوت: ٢٩]، قال ÷: «هو الغناء واللعب». قال تعالى: {اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا}[الأنعام: ٧٠]، قال الحسن البصري: ما اجتمع قوم قلوا أو كثروا على لهو ولعب وباطل إلا تغلقت عنهم أبواب الرحمة، ونزلت عليهم اللعنة. ومثل هذا من الحسن لا يكون إلا توقيفاً. وعنه ÷ أنه نهى عن بيع المغنيات وشرائهن وكسبهن. وعن ابن عمر: من استمع إلى لهو غناء حرم عليه صوت داود إذا قرأ الزبور في حيطان الجنان. وعنه ÷: «من استمع صوت لهو وغناء حرم الله عليه مرافقة الصديقين والشهداء والصالحين». وعن جابر: من مات وله جارية تغنيه لم يصل عليه. وعن علي #: (أول من غنى إبليس، ثم زمر، ثم حدا، ثم ناح). وعنه ÷: «بئس البيت بيت لا يعرف إلا بالغناء». وعنه ÷: «إياكم والغناء فإنه ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء الشجر». وظاهر الآيات والأخبار تحريم الغناء.
=
[١] وقيل [٠]: ما كان لا يستعمل مطلقاً أو في الأغلب إلا لفعل محرم فإنه لا يجوز مطلقاً، سواء حصل الطرب الداعي إلى فعل المحرم أم لا، وذلك كالمزمار العربي والدربخ ونحوهما، وما لم يكن كذلك لم يحرم ولو حصل به الطرب. ذكره المؤلف.
[٠] لفظ شرح بهران: ونقل عن المؤلف # ما لفظه: وحاصل الكلام في آلات الملاهي التي لا يجوز استعمالها وكذلك الغناء المحرم أن نقول: كل آلة لا تستعمل مطلقاً في الأغلب إلا حال فعل المحرم الذي هو العلة في التحريم فإنها تحرم مطلقاً سواء حصل ... إلخ.