(فصل): في العيوب التي ينفسخ بها النكاح
  إحليله(١)، وقد يكون من ابتداء الخلقة وقد يكون عارضاً.
  قال في الشفاء: وذهب القاسم¹ والهادي(٢) وابنا الهادي وأبو العباس وأبو طالب [إلى] أنه لا يفسخ العنين¹(٣). قال فيه: وهذا الخلاف مبني على أصل، وهو أنه لا
(١) وقد ذكر أمران لمعرفة العنة: الأول ذكره في الزوائد عن علي #: أنه يقعد في ماء بارد، فإن تقلص ذكره واجتمع فليس بعنين، وإن لم يتقلص فهو عنين. وثانيهما ذكره في الزوائد عن الناصر: أن المرأة إذا كانت ثيباً فإنه يحشى في فرجها خلوق [هو الزعفران] [وهو الطيب] ثم يؤمر الزوج بوطئها، فإن خرج على ذكره أثره فليس بعنين، وإلا فهو عنين. وينظر ما فائدة هذين الأمرين[١]. (زهور).
(٢) وحجة الهادي # ومن قال بقوله: ما روي أن امرأة جاءت إلى علي # جميلة، وعليها ثياب حسنة فقالت: أصلح الله أحوال أمير المؤمنين، انظر في أمري فإني لا أيم ولا ذات بعل، فعرف علي # أمرها، فقال لها: (ما اسم زوجك؟) فقالت: فلان، من بني فلان، فقال: (أفيكم من يعرفه؟) فأتي بشيخ كبير يدِب، فقال له: (ما لامرأتك تشكوك؟) فقال: يا أمير المؤمنين، ألست ترى عليها أثر النعمة؟ أليست حسينة الثياب؟ فقال: (هل عندك شيء؟) قال: لا، قال: (ولا عند السحر؟) قال: لا، فقال علي #: (هلكت وأهلكت). قالت: يا أمير المؤمنين، انظر في أمري؟ فقال #: (لا أستطيع أن أفرق بينكما، ولكن اصبري). (غيث)[٢]. ومعنى: «هلكت وأهلكت»: تعبت وأتعبت.
وحجة المؤيد بالله ومن معه: قوله ÷: «يؤجل العنين سنة، فإن وصل إلى امرأته فهي امرأته، وإن لم يصل إليها فرق بينهما». (غيث).
(٣) فإن قيل: ما الفرق بين الجب والعنة؟ يقال: الفرق أن عليها غضاضة هناك لا هنا. والفرق بين العنة والخصي في الفسخ: أن العنة علة يرجى زوالها فأشبه المريض العاجز عن الوطء، فلم يصح عند الهدوية. (غيث).
[١] قال في الغيث: فإن قلت: ما فائدة هذين الأمرين مع أنه لا بد من التأجيل؟ قلت: أما ما ذكره الناصر ففائدته تظهر حيث تدعي المرأة أنه لا يطأها لأجل العنة، ويدعي الزوج أنه مستمر على وطئها وأراد أن تسقط عنه اليمين فإنه يفعل كذلك ... إلخ. قال: وأما الوجه الذي روي عن علي # ففائدته أنه لا يفسخ.
[٢] قال فيه: فإن قيل: قد روي عن علي # خلاف هذا؟ أجابوا بأن هذه الرواية أصح، وما رووا من خلافها ففي سنده ضعف، هكذا يحتجون. (غيث).