شرح الأزهار ط أهل البيت،

عبد الله بن أبي القاسم بن مفتاح (المتوفى: 877 هـ)

(باب الربويات)

صفحة 225 - الجزء 5

  فيؤدي إلى بيع الجنس بجنسه متفاضلاً، وذلك ربا، فإذا كان المنفرد زائداً على المد كانت الزيادة في مقابلة الدرهم ولو قلَّت⁣(⁣١)، وكان المد في مقابلة المد.

  وكذلك يجوز بيع الرايب بالزُّبْد⁣(⁣٢)، والزيتون⁣(⁣٣)


(١) وهذه تسمى مسائل الاعتبار، وهي صحيحة عندنا، خلاف الشافعي، لكن هذا حيث لم يقصدوا الحيلة في الزيادة، بل حيث اتفق بيع ذلك من غير قصد إلى الحيلة، فأما حيث يقصدون به الحيلة في مقابلة الزيادة فهي جريرة حقيقة، فلا بد أن تكون الزيادة مساوية لما قابلها على قول الهدوية. (كواكب) (é). وسميت مسائل الاعتبار لما كان يعتبر فيها زيادة الجنس المنفرد. (كواكب).

(*) إذا كان لها قيمة في القيمي، أو لا يتسامح بها في المثلي. (é).

(٢) ويُغَلَّب الزبد.

(٣) الزيتون: غير الخالص، والزيت: الخالص. والزيتون: شجرة مباركة في الشام والعراق، وقد يوجد في اليمن قليلاً. (بستان). يشبه شجر الفرسك، والثمرة مثل صغار ثمره، يعصر حبه، ثم يخرج منه سليط الزيت. انتهى (جوهر شفاف). وذكر في تفسير قوله تعالى: {وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ}⁣[الأنعام: ٩٩] ما لفظه: قيل: شجر الزيتون مثل شجر الفرسك، وكذلك ورقه، لكن فيه غبرة تشبه أول ثمر الفرسك وفيه طول كرأس الإبهام، وتعصر الحبة بما فيها من العجم، ثم يستأدم بها، وقد تؤكل قشر الحبة إذا عظم نضاجه واسود⁣[⁣١].

تنبيه: قال الفقيه يحيى البحيبح: فعلى قياس± قولهم في هذه المسائل يصح بيع الدراهم المغشوشة بدراهم مغشوشة، وغش كل واحد يقابل فضة الآخر وإن لم يكن قيمة للفضة. قال الفقيه يوسف: وهذا محتمل لخلاف ما ذكر. قلت: لا وجه للتنظير عليه، إلا أن يقال: إنه لا يعلم هل المصاحب للفضة له قيمة، أو هل الفضة يسيرة لا قدر لها، وهذا لا يبطل به ما ذكره الفقيه يحيى البحيبح؛ لأنه قصد حيث لكل واحد منهما قدر. (غيث). لكنه يقال: إذا كان الغِش غير مقصود فهو في حكم العدم، كما قالوا: لا يجوز بيع سمسم بسمسم متفاضلاً، مع إمكان أن يقال: إن العصارة تقابل السليط من كلا الطرفين. قلت: ويمكن أن يقال: إذا كان الامتزاج خلقياً فالعوض متحد؛ لأنه قبل العصر سمسم لا غير، فلا يصح القول بجواز التفاضل فيه اعتباراً، بخلاف الدراهم المغشوشة فإنها ذات أجزاء يصح الحكم بتفاضلها بالاعتبار؛ إذ لا شك أنها ذهب وفضة خلطا، فافترقا. (مقصد حسن).


[١] ويمضى به الطعام كما يمضى بالبقول. (بلفظه). وقال ÷: «نعم السواك الزيتون من الشجرة المباركة، يطيب الفم، ويذهب بالحَفْر» وهي فساد أصول الأسنان، وروي أنه قال ÷: «هي سواكي وسواك الأنبياء من قبلي». (جوهر شفاف).