شرح الأزهار ط أهل البيت،

عبد الله بن أبي القاسم بن مفتاح (المتوفى: 877 هـ)

(باب القرض)

صفحة 506 - الجزء 5

  وقولنا: «أمكن وزنه» نحترز مما لا يمكن وزنه كالأراضي والدور فإنه لا يصح قرضها.

  (إلا ما يعظم تفاوته(⁣١)) من القيمي وإن لم يكن مصنوعاً فإنه لا يصح قرضه، وذلك (كالجواهر) واللآلئ والفصوص والجلود، فإن هذه الأشياء يعظم التفاوت فيما بينها في الجودة والرداءة فيصعب ضبطها ليرد مثلها، فلم يصح قرضها.

  (و) كذلك (المصنوعات) من القيمي صنعة لأجلها يعظم التفاوت (غالباً(⁣٢)) احترازاً من بعض المصنوعات التي تكون صنعتها يسيرة لا تخرجها عن حد الضبط، وذلك كالخبز⁣(⁣٣) والدراهم⁣(⁣٤) المضروبة والآجر⁣(⁣٥). قال #: ± ومن هذا الجنس الثياب والبسط المصنوعة على صفة لا يعظم التفاوت فيها من النقش البليغ والصفاقة البليغة التي يصعب ضبطها، فإذا كانت صناعتها على غير هذه الصفة بحيث لا تتفاوت تفاوتاً كلياً صح قرضها.

  ولا بد في القرض من أن يكون (غير مشروط⁣(⁣٦) بما يقتضي الربا) نحو أن


(١) التفاوت غير± المعفو: الذي لا يتسامح به في المعاملة، وهو ما زاد على نصف العشر. و (é).

(٢) تصريح بالمفهوم الذي فهم من قوله: «إلا ما يعظم تفاوته»، فقد فهم منه الصحة حيث لا يعظم التفاوت، والله أعلم.

(٣) والحبر.

(٤) أي: الفلوس±، وأما الدراهم فهي مثلية. (é).

(٥) والحطب، والخشب، والقضب، والبقل، والرياحين، فيملكه بقبضه ولو لم يتصرف فيه. (بيان) (é).

(٦) فائدة: ° اعلم أن من صور الربا المجمع على تحريمه: أن يكون لرجل دين على غيره فيزيده من عليه الدين شيئاً ليمهله، أو يكون له دراهم فيقول: «إن لم تسلمها لوقت كذا كان عليك لكل قدر من الدراهم كذا من الطعام». الثانية: أن يقرض الحب المأسوس أو الدفين المتغير بحب سليم. الثالثة: أن يكون له دين فيأكل من له الدين مع من عليه الدين على وجه الضيفة، وقد عرف أن ما أضافه إلا لينظره، فأما لو أضافه أو أهدى إليه مكافأة على الإحسان بإقراضه أو

=