شرح الأزهار ط أهل البيت،

عبد الله بن أبي القاسم بن مفتاح (المتوفى: 877 هـ)

(باب القرض)

صفحة 515 - الجزء 5

  أمين فيما قبض ضمين فيما استهلك(⁣١)) اعلم أن السفتجة اسم للرقعة التي يكتب فيها في لغة الحبشة. وصورة المسألة: أن يحتاج الرجل في بعض المواضع إلى مال، وعنده مال لغيره، فيأذن له بالاقتراض من تلك الأمانة، ثم يطلب منه أن يقضيه من مال له في بلد آخر، فيكتب إليه به كتاباً، ولم يكن مضمراً لذلك⁣(⁣٢) عند القرض.

  قال #: ومعنى قولنا: «أمين فيما قبض ضمين فيما استهلك» أي: هذا الذي قبض المال وأعطى صاحبه السفتجة حين قبض المال فهو أمين، وحين اقترضه بعد ذلك ليستهلكه صار ضميناً±(⁣٣).


الزوائد أنه إن صدقه المكتوبُ إليه الرسالةَ فأمين، وإن كذبه فدفع إليه قرضاً فضمين، بمعنى أنه يضمن الدافع إليه إن طالبه الكاتب إليه.

(*) وفائدة السفتجة السلامة من خطر الطريق ومؤنة الحمل.

(*) «ومقبض السفتجة» بفتح الباء: هو أن يكتب لشخص كتاباً إلى آخر أن يعطيه مالاً للكاتب يوصله إليه، ويأذن له إذا قبضه أن يقترض منه، فهو أمين حين يقبض المال من المكتوب إليه ليوصله إلى الكاتب، ضمين حين يقبضه بنية اقتراضه، والمسألتان سواء في الحكم. (حاشية سحولي لفظاً) و (é).

(*) بضم السين وفتح التاء. (قاموس). وقيل: بفتحها كقرطفة.

(١) يعني: حين نقله لنفسه± ليستهلكه. (غيث).

(٢) أي: القضاء.

(٣) فلو أضرب عن الاقتراض بعد أن قبض بنيته لم يبرأ من القرض¹ بتركه، إلا أن يكون المودِع أذن له بالرد إن استغنى عنه عادت يده بعد الرد أمانة. (سحولي) (é). واختار والد السحولي⁣[⁣١] أنه يخرج عن ضمانه، ويبقى على ملك صاحبه؛ لظاهر قوله: «ضمين فيما استهلك».

(*) بعد النقل±. (é).


[١] لفظ حاشية السحولي: والوالد أيده الله يذكر في هذا أن المستقرض لو أضرب عن الاستهلاك وترك هذا الذي قد كان قبضه ليستهلكه فإنه يخرج عن ضمانه ... إلخ.