شرح الأزهار ط أهل البيت،

عبد الله بن أبي القاسم بن مفتاح (المتوفى: 877 هـ)

(فصل): في بيان ما يصح تأجيره وما لا يصح، وبيان المنفعة التي يصح عقد الإجارة عليها، وشروط صحة الإجارة

صفحة 135 - الجزء 6

  على الواجبات، نحو الجهاد⁣(⁣١) والأذان⁣(⁣٢) وتعليم القرآن⁣(⁣٣).


(*) فائدة: ± العبادات البدنية لا تصح الاستنابة عليها إلا الحج؛ للأدلة الشرعية الواردة فيه؛ لأنه عبادة مخصوصة بوجوب الأداء في أماكن مخصوصة لا يصح أداؤها في غيرها، فقاس أصحابنا الاعتكاف عليه؛ لمشاركته له في عدم صحته إلا في أماكن مخصوصة، فعلى هذا يعرف أن سائر العبادات لا يصح قياسها على الحج، وقد ورد صحة الاستئجار على الرقية في الحديث الصحيح، فيفهم منه صحة النيابة في القراءة، والصحيح أن مثل هذا ليس من قبيل الاستنابة في القربة البدنية، وإنما هو استئجار على أن يدعو الأجير للمستأجر ويتوسل له، والدعاء والقراءة من الداعي والقارئ بالأصالة لا بالنيابة، فعلى هذا يصح الاستئجار على القراءة للقرآن بنية الدعاء للمستأجر، والموصي بالاستئجار، والمتوسل بالقرآن في إجابة الدعاء له، ولكن حيث يجوز الدعاء وبما يجوز ولمن يجوز له⁣[⁣١] ذلك. (من خط سيدنا العلامة الحسن⁣[⁣٢] بن محمد بن علي بن سليمان الزريقي).

(١) قبل أن يفعله أحد.

(٢) قلت: الأقرب جوا´زها على تأديته في مكان مخصوص؛ إذ ليس على الأذان حينئذٍ، بل على ملازمة المكان، كأجرة الرصد ونحوها. (بحر من باب الأذان). وتكون الأجرة± على بيت المال حيث لم يوجد من يؤذن إلا بأجرة. (é).

(٣) مسألة: قال المنصور بالله: تجوز القراءة في مصحف الغير ولو كره. وقال السيد© يحيى بن الحسين: يجوز أخذ المسألة من كتاب الغير وإن كره إذا لم يجدها إلا فيه، ولم يجد من يسأله عنها. (بيان بلفظه). يعني: وكانت المسألة مما يجب تعلمها، وكذا المصحف إذا كان القدر الواجب، وإلا فلا. اهـ وظاهر إطلاق المذ±هب أنه لا يجوز. (حاشية سحولي).

(*) لخبر عبادة بن الصامت قال: كنت أعلم أناساً من أهل الصُّفَّة⁣[⁣٣] فأهدى إليّ رجل منهم قوساً، فذكرت ذلك لرسول الله ÷ فقال: «إن أحببت أن يطوقك الله بها طوقاً من نار فاقبلها». (بستان).

=


[١] ليخرج الكافر والفاسق.

[٢] ولعله المقبور في محروس ظفير حجة، من أصحاب الإمام شرف الدين.

[٣] قال في الشفاء: كان أهل الصفة زهاداً؛ كانوا على صفة مسجد رسول الله ÷، وداوموا على الصلاة جماعة مع النبي ÷. قال في الكشاف: وهم نحو أربعمائة رجل من مهاجري قريش، كانوا يتعلمون القرآن بالليل ويرضخون النوى بالنهار، فنزلت فيهم الآية: {الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الْأَرْضِ ...} إلخ [البقرة ٢٧٣].