(فصل): في حكم الطريق إذا التبس قدرها وما يتعلق بذلك
(فصل): في حكم الطريق إذا التبس قدرها وما يتعلق بذلك(١)
  (و) اعلم أنه (إذا التبس(٢) عرض(٣) الطريق بين الأملاك(٤)) وتشاجر الجيران في عرض الشوارع والأزقة(٥) فأحسن التقدير في عرض الشوارع أن نقول: إذا تشاجر الجيران (بقّي لما تجتازه العماريات(٦))
(١) قوله: «وتهدم الصوامع المحدثة المعورة».
(٢) ولم تكن الخلطة بخالط متعدٍّ. (é).
(٣) وكذا مثل العرض الارتفاع والانخفاض في الهواء لو كان عليها ساباط. (هامش بيان) (é).
(*) قال الهادي # في الأحكام ما لفظه: قال يحيى بن الحسين ~: إذا تشاجر أهل الطرق والشوارع التي لها منافذ ومسالك في عرض الطريق فإنه يجعل عرضها سبعة أذرع، وعرض الأزقة التي لا منفذ لها على عرض أوسع باب فيها، وبذلك حكم رسول الله ÷ في الطرقِ ذوات المنافذ والطرقِ التي لا منافذ لها، فأما الطرق الكبار التي تجتازها المحامل والأثقال فأرى أن أقل ما يجعل عرضها رمحاً، وهو اثنا عشر ذراعاً، ولم يأت عن رسول الله ÷ في شوارع المحامل لا تفسير ولا تقدير؛ لأنها لم تكن على عهده ÷، وإنما قلنا نحن بهذا التقدير فيها بالاجتهاد منا لرأينا، واتبعنا في ذلك قوله ÷: «لا ضرر ولا ضرار في الإسلام»، فجعلنا ذلك مقداراً حسناً، كما لم نجعل سعة الشارع إذا تشاكس فيه أهله أوسع من الاثني عشر فيضيق على أهل المنازل المتشاكسين، ولم نجعلها أقل من ذلك فتضيق على أبناء السبيل المجتازين، ولا غيرهم من المتسوقين. (بلفظه مع حذف شيء يسير من بعض ألفاظه).
(٤) وكذا الحقوق، وكذا المباح إذا أرادوا إحياءه. (فتح) و (é).
(٥) الشوارع: ما كانت نافذة. والأزقة: المنسدة.
(٦) العماريات التي تحمل المحفة[١]، وهي ما يحمل على جملين معترضين، والمحامل على جملين رأس الآخر عند مؤخر الأول. وقيل: مثل الشقادف على جمل واحد؛ لاتفاق سارح ورائح. (زهور).
(*) العماريات: بفتح العين وتشديد الميم وفتحها، وهي مركب صغير على هيئة مهد الصبي أو قريب من صورته، ولعلها مأخوذة من العمارة بفتح العين وتخفيف الميم، وهي كل شيء جعلته على رأسك من عمامة أو قلنسوة أو تاج أو غير ذلك، ذكره الأزهري والجوهري عن أبي عبيدة، ولكن الجوهري ذكر عمارة بالهاء، والأزهري بلا هاء. (من تهذيب الأسماء واللغات).
[١] بالكسر والحاء المهملة: مركب للنساء كالهودج إلا أنها لا تقبب.