(فصل): في بيان حكم إصلاح المسجد
(فصل): في بيان حكم إصلاح المسجد
  (و) اعلم أنه إذا كان ثم مسجد قد انهدم أو بعضه جاز (لكلٍّ(١)) من المسلمين ممن له ولاية وممن لا ولاية له أن يتولى (إعادة) ذلك (المنهدم).
  قال #±: أما إذا أراد إعادته(٢) من ماله فلا إشكال أنه لا يحتاج إلى
(١) ولو فاسقاً. (é).
(*) ينظر هل يصح من كافر، كما هو ظاهر الأزهار لا شرحه؟ في بعض الحواشي: لا يصح إلا ممن كملت له شروط الوقف الخمسة. اهـ وهو القياس؛ لأنه قربة، فلا يصح من كافر. وقيل: إذا كانت¹ الآلات من الكافر فلا تصير وقفاً، وأما العمارة فقد وقعت، ويكون له رفعها[١]. وأما إذا كانت بالآلات الأولى فقال السحولي: يصح¹ من الكافر. ومثله عن الشامي.
(٢) وندب عمارة المساجد[٢]؛ لقوله تعالى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ ...} الآية [التوبة ١٨]. وعنه ÷: «من بنى مسجداً لله بنى الله له بيتاً في الجنة». وعنه ÷: «من بنى مسجداً يبتغي به وجه الله تعالى بنى الله له بيتاً في الجنة»، وعنه ÷: «من بنى مسجداً لله ولو قدر مفحص[٣] قطاة بنى الله له بيتاً في الجنة». (بحر).
[١] والأولى أنها± قد خرجت عن ملكه، ويكون ذلك ملكاً، لا من باب التسبيل، ووضعها للمسجد من باب إحداث المعبر.
[٢] سيما في أماكن الطواغيت ونحوها. (هداية). كما فعل الناصر بن الهادي # فإنه بنى مسجداً بخيوان في مكان (يعوق) يعبد الله فيه إلى الآن، ولأمره ÷ أهل الطائف أن يجعلوا مساجدهم مكان طواغيتهم. (شرح هداية). وفي صحيح مسلم أن النبي ÷ قال: «من بنى مسجداً لله بنى الله له في الجنة مثله».
[٣] «مفحص القطاة» بفتح الميم: موضعها الذي تجثم فيه وتبيض، كأنها تفحص عنه التراب، أي: تكشفه، والفحص هو البحث والكشف، وخصصت القطاة بهذا لأنها لا تبيض في شجر ولا على رأس جبل، إنما تجعل مجثمها على بسيط الأرض دون سائر الطيور، فلذلك شبه به المسجد؛ ولأنها توصف بالصدق كما تقدم، فكأنه أشار بذلك إلى الإخلاص في بنائه. وقيل: إنما شبه بذلك لأن أفحوصها يشبه محراب المسجد في استدارته وتكوينه. وقيل: خرج ذلك مخرج الترغيب بالقليل عن الكثير، كما خرج التحذير بالقليل عن الكثير قوله ÷: «لعن الله السارق يسرق البيضة فتقطع يده، ويسرق الحبل فتقطع يده»، ولأن الشارع يضرب المثل في الشيء بما لا يكاد يقع، كقوله ÷: «لو سرقت فاطمة بنت محمد»، وهي رضوان الله عليها لا يتوهم منها سرقة، وكقوله ÷: «اسمعوا وأطيعوا ولو عبداً حبشياً» يعني: فأطيعوه، وقد ثبت عنه ÷ أنه قال: «الأئمة من قريش». وقيل: المراد طاعة من ولاه الإمام عليكم وإن كان عبداً حبشياً. (من حياة الحيوان).