(باب التيمم)
  وقال الإمام يحيى: يجزئ قياساً على عذب الماء ومالحه، ولأن أرض المدينة سبخة، وقد تيمم منها الرسول(١) ÷.
  واختلف المذاكرون هل من شرطه أن يسنبل(٢)؟ فمنهم من اشترط ذلك(٣)، ومنهم من لم´ يشترطه(٤).
  (يَعْلَقُ باليد) احتراز من الرمل الكثكث(٥) الذي لا يعلق.
  (لم يَشُبْهُ(٦) مستعمل) وهو ما يتساقط بعد ملاصقة البشرة التي استعمل
(١) قلنا: البقاع تختلف.
(*) وقد يقال في الجواب: إن هذه حكاية فعل، والفعل لا يعارض القول، وقد قال ÷ في حديث أسلع: «تيمم صعيداً طيباً». اهـ ولفظ الحديث قال: كنت مع رسول الله ÷ في سفر فقال: «يا أسلع، قم فارحل بنا» فقلت: يا رسول الله، أصابتني جنابة بعدك. فسكت حتى أتاه جبريل # وتلا عليه آية التيمم. فقال لي: «يا أسلع، قم فتيمم صعيداً[١] طيباً، ضربة لوجهك، وضربة لذراعيك ظاهرهما وباطنهما» فلما انتهينا إلى الماء قال لي: «يا أسلع، قم فاغتسل». (زهور).
(٢) فهم من هذا أن ينبت الزرع فقط.
(٣) قوي، واختاره في البحر.
(٤) قوي، واختاره الإمام يحيى #.
(٥) يقال: هو غير± منبت، فلو قال: «احتراز من الطين القاسي» لكان أولى. (مفتي) والتراب القاسي لا يجزئ، لكن يدق حتى يعلق باليد. (é).
(*) الذي لا غبار فيه. (بهران). والرماد.
(٦) عبارة الفتح: «خالص عن شائب» مما يختلط به مما لا يجزئ به التيمم كالمستعمل. اهـ ولا © فرق بين أن يكون غالباً أم مغلوباً، متغيراً أم غير متغير على ما رواه الإمام يحيى عن العترة، واستقواه إمامنا؛ لظاهر الفرق بين الماء والتراب[٢] وإن كان الإمام في البحر قد شكك هذه الرواية عنهم، وكأنه يقول: المشهور عنهم أن التراب كالماء سواء، كما مر، وكل على أصله، وهو ظاهر الأزهار والتذكرة. (شرح فتح).
[١] قوله: «صعيدًا» يخرج ما عدا التراب؛ لأن الصعيد اسم للتراب بلا خلاف، وما عداه مختلف فيه. وقوله: «طيباً» يخرج المتنجس والمغصوب والذي لا ينبت. (زهور).
[٢] وهو أن الماء يستوعب النجاسة، بخلاف التراب.