(فصل): في ذكر بعض مسائل الشرط
  ويصدق ديناً(١) إن قال: أردت واحداً(٢). فإن بشروه مرتباً عتق الأول(٣) فقط؛ لأن البشارة(٤) للأول، فإن جُهِل عتقوا(٥) وسعوا بحسب التحويل، فإن كذب الأول وصدق الثاني عتقا بلا سعاية، فعتق الثاني حصل بإقرار المالك أنه مبشر، وأما الأول فإنما يعتق إذا قامت البينة بحصول ما بشر به حين بشر؛ لأن من ادعى شرط العتق فعليه البينة.
  فإن قال لزوجته: «إن دخلت الدار فأنت طالق، وإلا فعبدي حر(٦)»، احتمل أن مراده(٧) وإن لم تدخلي الدار(٨)، واحتمل أن مراده وإن لم تطلقي بدخولك(٩)؛ بأن تدخل مطلقة(١٠)، ويحتمل التأكيد بالجمع(١١)، كقوله: «والله لأدخلن(١٢) الدار
(١) لا ظاهراً إن لم± يصادقوه. (شرح فتح).
(٢) يعني: لا الجميع فلا عتق.
(٣) ويقع بالرسالة والكتابة.
(٤) بفتح الباء وكسرها، والكسر أفصح.
(٥) فأما إذا علم أنهما بشراه ولكن التبس هل في وقت واحد أو واحد بعد واحد فيحتمل أن يسعى كل واحد في نصف قيمته، كما لو بشراه في وقتين والتبس، ويحتمل أن يقال: يسعى كل واحد في ثلث قيمته؛ لأنا لو قدرنا أنهما بشراه في حالة فلا شيء، وإن قدرنا أنهما بشراه في حالتين فلا شيء على الأول، فقد عتق كل واحد، فلا شيء في الحالتين، وإن قدرنا أنهما بشراه في حالتين فالآخر مملوك. اهـ يحقق هذا، والأولى أن يسعى± كل واحد في ربع قيمته؛ لأن في حال يعتقان من غير شيء، وفي حال تجب قيمة± واحد، على حالين، يخرج عليهما نصف، على كل واحد ربع قيمته، والله أعلم.
(٦) فيكون حالفاً بهما معاً.
(٧) وهو الذي اختاره في الكواكب، واحتج له. (مفتي).
(٨) يعني: فعبدي حر.
(٩) يعني: فعبدي حر.
(١٠) أو مفسوخة. (بيان).
(١١) يعني: بالعتق مع الطلاق إن دخلت الدار. (كواكب، وتعليق ابن مفتاح).
(١٢) ويكون حلفاً بهما معاً، وكأنه قال: «إن دخلت الدار فأنت طالق وعبدي حر».
(*) فتكون «إلا» هنا حرف عطف على مذهب الكوفيين.