(فصل): في حكم النية في اليمين وحكم اللفظ مع عدمها
  (وإ) ن (لا) تكن اليمين على حق يستحقه المحلف، أو كانت على حق لكن حلفه بما ليس له التحليف به من طلاق أو نحوه (فللحالف) نيته (إن كانت) له نية (واحتملها اللفظ(١) بحقيقته(٢) أو مجازه(٣)) مثاله: أن يحلف لا ركب ظهر حمار وينوي به الرجل البليد(٤)، فإنه يقبل قوله(٥) في ذلك، فإن قال: أردت بالحمار الثور فإنه لا يقبل قوله ولا تؤثر نيته؛ لأن لفظ «الحمار» لم يطلق على الثور لا حقيقة ولا مجازاً(٦).
  (وإ) ن (لا) تكن للحالف نية، أو كانت له نية لكن نسيها، أو لم ينسها لكن
(*) في الطرف الأخير.
(١) ليس هذا متعلقاً بما قبله[١]، بل هو ابتداء كلام، والمعنى: أن الحالف إذا كانت له نية فيما حلف عليه، وكان لفظه يحتمل ما نواه حقيقة أو مجازاً - صحت نيته، كما هو كذلك في التذكرة والبيان. (é).
(٢) أو حقيقة فيهما جميعاً، نحو: أن يحلف «أن لا وطئ زوجته في قرئها»، والقرء هو حقيقة في الأطهار وفي الحيض، وكذلك: «لا رأى الشفق» فهو حقيقة في الأحمر والأبيض. (وابل)[٢].
(٣) ومن المجاز الأسد للشجاع، والبحر للكريم، والكلب للخسيس، والحمار للبليد، كأن يحلف: «ليلقين الأسد أو الحمار»، وينوي: الرجل الشجاع أو البليد. وإن احتملها مجازاً بعيداً صحت نيته±، كأن يحلف: «لا اشترى لأهله خبزاً» ونوى لا أكلوه، وإن لم يحتملها لا حقيقة ولا مجازاً لم تصح، كأن يحلف: «لا آكل الخبز» ونوى: لا أشرب الماء. (بيان معنى) (é).
(٤) أو العالم الذي لا يعمل بعلمه. (غشم).
(٥) في الباطن. (é). [وكذا في الظاهر].
(٦) ولو صودق. (مفتي) (é).
[١] صوابه: ليس بخاص بما قبله ليشمل المعقودة، وأما التعلق فله تعلق بما قبله وبغيره.
[٢] لفظ الوابل مع الأثمار: ولو احتملهما بمجازه، يعني: سواء احتمل اللفظ ما قصده الحالف بحقيقته أو مجازه، فالحقيقة نحو أن يحلف: «لا قرب زوجته في قرئها» ونوى به الحيض أو الطهر، فالقرء يطلق على كل واحد منهما حقيقة، وكذا الشفق للأبيض والأحمر.