شرح الأزهار ط أهل البيت،

عبد الله بن أبي القاسم بن مفتاح (المتوفى: 877 هـ)

(فصل): في حكم النية في اليمين وحكم اللفظ مع عدمها

صفحة 29 - الجزء 8

  (وإ) ن (لا) تكن اليمين على حق يستحقه المحلف، أو كانت على حق لكن حلفه بما ليس له التحليف به من طلاق أو نحوه (فللحالف) نيته (إن كانت) له نية (واحتملها اللفظ⁣(⁣١) بحقيقته⁣(⁣٢) أو مجازه(⁣٣)) مثاله: أن يحلف لا ركب ظهر حمار وينوي به الرجل البليد⁣(⁣٤)، فإنه يقبل قوله⁣(⁣٥) في ذلك، فإن قال: أردت بالحمار الثور فإنه لا يقبل قوله ولا تؤثر نيته؛ لأن لفظ «الحمار» لم يطلق على الثور لا حقيقة ولا مجازاً⁣(⁣٦).

  (وإ) ن (لا) تكن للحالف نية، أو كانت له نية لكن نسيها، أو لم ينسها لكن


(*) في الطرف الأخير.

(١) ليس هذا متعلقاً بما قبله⁣[⁣١]، بل هو ابتداء كلام، والمعنى: أن الحالف إذا كانت له نية فيما حلف عليه، وكان لفظه يحتمل ما نواه حقيقة أو مجازاً - صحت نيته، كما هو كذلك في التذكرة والبيان. (é).

(٢) أو حقيقة فيهما جميعاً، نحو: أن يحلف «أن لا وطئ زوجته في قرئها»، والقرء هو حقيقة في الأطهار وفي الحيض، وكذلك: «لا رأى الشفق» فهو حقيقة في الأحمر والأبيض. (وابل)⁣[⁣٢].

(٣) ومن المجاز الأسد للشجاع، والبحر للكريم، والكلب للخسيس، والحمار للبليد، كأن يحلف: «ليلقين الأسد أو الحمار»، وينوي: الرجل الشجاع أو البليد. وإن احتملها مجازاً بعيداً صحت نيته±، كأن يحلف: «لا اشترى لأهله خبزاً» ونوى لا أكلوه، وإن لم يحتملها لا حقيقة ولا مجازاً لم تصح، كأن يحلف: «لا آكل الخبز» ونوى: لا أشرب الماء. (بيان معنى) (é).

(٤) أو العالم الذي لا يعمل بعلمه. (غشم).

(٥) في الباطن. (é). [وكذا في الظاهر].

(٦) ولو صودق. (مفتي) (é).


[١] صوابه: ليس بخاص بما قبله ليشمل المعقودة، وأما التعلق فله تعلق بما قبله وبغيره.

[٢] لفظ الوابل مع الأثمار: ولو احتملهما بمجازه، يعني: سواء احتمل اللفظ ما قصده الحالف بحقيقته أو مجازه، فالحقيقة نحو أن يحلف: «لا قرب زوجته في قرئها» ونوى به الحيض أو الطهر، فالقرء يطلق على كل واحد منهما حقيقة، وكذا الشفق للأبيض والأحمر.