(فصل): [في بيان توابع تلحق بما تقدم]
  فأما لو تعدد نحو: «والله لا كلمت زيداً، والله لا كلمت عمراً» فإن الكفارة تكرر هاهنا إذا كلمهما(١)، قال الفقيه يحيى البحيبح: ولا خلاف في ذلك.
  (ولو) كان الحالف (مخاطباً(٢) بنحو: لا كلمتك) فلو قال: «والله لا كلمتك» ثم قال: «والله لا كلمتك» فإنه لا يحنث بتكرر اليمين ولوكانت كلاماً؛ لكونها تكريراً لليمين. وقال الأستاذ: يحنث؛ لأنه في اليمين الثانية صار مكلماً له.
(١) ولو بلفظ ±واحد. (é).
(٢) وهذا إذا اتصل الخطاب[١]، وأما لو انفصل أو خاطبه بيمين في مجلس آخر تعددت الكفارة، لأن اليمين الثانية عقد وحنث، والله أعلم. (حاشية سحولي). ولايحنث إن أشار إليه أو راسله أو كاتبه على الأصح. (شرح بهران).
(*) فلو قال: «إن ابتدأتك بكلام فأنت طالق»، فقالت: «جاريتي حرة إن ابتدأتك»، فقال: «لا جزيت خيراً لم فعلت كذا» انحلت يمينه± ويمينها، ولا حنث بعد ذلك؛ لأن يمينه قد انحلت بكلامها، وانحلت يمينها بقوله: «لا جزيت خيراً». (نجري). إذ لم يبتدئ أحدهما، وهو جلي. (بحر). الهادي والإمام يحيى: فإن لم تخاطبه بقولها: «إن ابتدأتك بكلام»، بل قالت: «إن ابتدأت زوجي بكلام» وهي غير مقبلة عليه، فقال: «لا جزيت خيراً» طلقت؛ إذ قد ابتدأها لما لم تكن مخاطبة له. (بحر).
(*) مسألة: لو قال: «إن حلفت بطلاقك فأنت طالق، إن حلفت بطلاقك فأنت طالق» - طلقت باللفظ الثا¹ني؛ لأنه قد صار حالفاً بطلاقها. (بحر معنى). وتنعقد بالثاني.
فائدة: قال في الغيث: لو حلف: «لا أقبر في هذه الأرض، أو لا أكفن في هذا الثوب»، ثم مات وقبر في تلك الأرض، أو كفن في ذلك الثوب - قال #: لا شيء±؛ إذ لا حنث بعد الموت. فأما لو قال: «لا مت في هذه البلد» فإنه يحنث إذا وقف وقتاً يمكنه الخروج من تلك البلد ولم يخرج؛ إذ معناه لا وقف فيها إن مكنه الله تعالى. (غيث) (é).
(*) فائدة: لو قال: «والله لا فعلت كذا، وإلا فعلي نذر، وحرام علي لا فعلته»، فقال الفقيه حسن: يلزمه كفارتان±: لليمين والحرام كفارة، وللنذر واحدة[٢] أيضاً. (تكميل) (é).
[١] وقيل: لا فرق±؛ لأن المراد: لا كلمتك كلاماً غير اليمين الأولى.
[٢] لأنه نذر نذراً لم يسمه. (هامش بيان).