شرح الأزهار ط أهل البيت،

عبد الله بن أبي القاسم بن مفتاح (المتوفى: 877 هـ)

(باب الصيد)

صفحة 164 - الجزء 8

(باب الصيد)

  الأصل في هذا الباب: الكتاب والسنة والإجماع.

  أما الكتاب فقوله تعالى: {وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ⁣(⁣١) مُكَلِّبِينَ}⁣(⁣٢) [المائدة ٤]، وقوله تعالى⁣(⁣٣): {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ}⁣[المائدة ٩٦](⁣٤).

  وأما السنة فقوله ÷ ِ: «أحل لكم ميتتان ودمان».


(١) أي: وأحل لكم صيد ما علمتم. والجوارح: الكواسب من سباع البهائم والطير. ومعنى: {مُكَلِّبِينَ} أي: حال كونكم مؤدبين لها، واشتقاقه من الكلب؛ لأن التأديب أكثر ما يكون في الكلاب. وقوله تعالى: {مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ}⁣[المائدة: ٤]، أي: من علم التكليب؛ لأنه إلهام من الله تعالى. (كشاف).

(٢) والتكليب: التضرية. (شرح آيات). قوله: الجوارح، وجوارح البهائم: الفهد، والكلب، والنمر، والأسد، والذئب. وجوارح الطير: البازي، والشاهين، والصقر، والعقاب. (بحر). وهو العجزاء. بالمد والقصر.

(٣) يَحِلُّ من صيد البحر ونحوه ولو لمحرم طيِّبُه. (هداية). لقوله تعالى: {أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ}⁣[المائدة ٥] وقد تكرر في الكتاب العزيز والسنة الشريفة ذكر الطيب والطيبات، والخبيث والخبيثات، وأكثر ما يرد الطيب بمعنى الحلال، وقد يرد بمعنى الظاهر، كما أن الخبيث بمعنى الحرام. (حاشية هداية).

(٤) قال ابن عباس ® في تفسير قوله تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ} الصيد: ما صدناه بأيدينا، وطعامه: ما مات فيه بسبب الصائد. (بستان) وقيل: أراد بالصيد: المصدر⁣[⁣١]، وبالطعام: الأكل منه. وقيل: المراد بالطعام المدخر للاقتيات؛ بقرينة {مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ}⁣[المائدة: ٩٦]. وقيل: أراد به ما يؤكل، وبالصيد ما يعم المأكول وغيره، ذكره الزمخشري. (شرح خمسمائة).


[١] يعني: الاصطياد، وهو في الأصل مصدر صاد يصيد صيداً. (شامي).