(فصل): في العقيقة
(فصل): في العقيقة
  اعلم أن العقيقة في اشتقاقها ثلاثة أوجه:
  الأول: أن ذلك مشتق من العقيقة التي هي اسم الشعر(١)؛ لَمَّا كان يحلق(٢) عن المولود الشعر عند(٣) الذبح.
  الوجه الثاني: أن الشاة إنما سميت بهذا الاسم أخذاً من العق الذي هو القطع؛ لما كانت مذابحها تقطع، وقيل: لما كان الشعر(٤) يقطع.
  الوجه الثالث ذكره في الشرح: أنها مشتقة من العق الذي هو الجمع، يقال: عققت الشيء، إذا جمعته، لما كان شعر المولود يجمع ليتصدق بوزنه(٥).
  والدليل عليها: قوله ÷ وفعله، فقوله: «كل مولود(٦) مرتهن
(١) والعرب يسمون الشيء باسم سببه، والذي يدل على أن العقيقة اسم للشعر قول امرئ القيس:
أيا هند لا تنكحي بوهة ... عليه عقيقته أحسبا
البوهة بالباء الموحدة: الأحمق الضعيف، يريد أنه لحمقه لم يحلق رأسه الذي ولد وهو عليه. والأحسب: الشعر الأحمر الذي يضرب إلى البياض، ذكر هذا في لغة الفقه والانتصار. (زهور).
(٢) تسمية الشيء باسم سببه.
(*) لأنه يندب حلق رأس المولود يوم السابع يوم العقيقة.
(٣) المراد بعد الذبح.
(٤) يعني: شعر الشاة، ويعلق في عنق الصبي.
(٥) ولفظ الشفاء: فلما حلق شعر المولود وجمعه ليتصدق بوزنه سمي مجموع ما يفعل لأجله عقيقة. (شفاء).
(٦) قيل: المراد أن هذا سبب يدفع الأمراض والآفات كالرقية، ومثله قوله ÷: «داووا مرضاكم بالصدقة». وقيل: هو مرهون بأذى الشعر، ولهذا فإنه قد ورد في حديث: «فأميطوا عنه الأذى». وقيل: المعنى إذا مات الولد طفلاً لم يشفع لأبويه إذا لم يعقا عنه، فهو مرتهن لأجل الشفاعة. (زهور). ولا يصح أن يقال: إن للمولود ذنباً فصار مرتهناً بعقيقته؛ =