شرح الأزهار ط أهل البيت،

عبد الله بن أبي القاسم بن مفتاح (المتوفى: 877 هـ)

(باب الأطعمة والأشربة)

صفحة 245 - الجزء 8

  أحدكم إلى الوليمة فليأتها⁣(⁣١)».

  قال مولانا #: لا سيما موائد آل محمد ÷؛ لما رواه القاسم # يرفعه إلى النبي ÷ أنه قال: «إذا وضعت موائد آل محمد ÷ حفت بهم⁣(⁣٢) الملائكة، يقدسون الله ويستغفرون لهم ولمن أكل معهم».

  وإنما يستحب حضور الولائم بشروط ثلاثة:

  الأول: (حيث عمت) الضعيف والغني⁣(⁣٣).


(١) أمر إرشاد.

(٢) وفي الحديث الصحيح: «حفت بها الملائكة». (شرح حميد).

(٣) ممن يراد حضورهم، كالجيران وأهل المحلة على حسب العادة، لا ما خص بها الأغنياء أو الأقوياء فيكره حضورها، إلا أن يخص بها المؤمنين دون الفساق فلا بأس؛ لأنه يكره دعاء الفاسقين وإجابة دعواتهم، إلا أن يكون لمصلحة دينية، أو يكونوا مجاورين، فللجار حق ولو كافراً، فإن كان مؤمناً فله حقان، وإن كان مؤمناً رحماً فله ثلاثة حقوق. قيل: والجار⁣[⁣١] إلى أربعين داراً من كل جانب، ولعله يتبع± العرف فيه، وقد قال في التقرير: إنه الملاصق لداره. (بيان بلفظه).

(*) وهذا يختلف باختلاف الجهات والأعراف، ففي المدن الشارع والحافة، وفي البادية جميع أهل البلد.


[١] وعنه ÷: «من كان مؤذياً لجاره بغير حق فليس منا، وحرم الله عليه الجنة، ومأواه النار، وبئس المصير، ألا وإن الله ليسأل الرجل عن جاره كما يسأل الرجل عن أهل بيته، ومن ضيع حق جاره فليس منا ولسنا منه»، وعنه ÷: «من منع الماعون من جاره إذا احتاج إليه منعه الله من فضله، ويوكله إلى نفسه، ولم يقبل عذره، وهو من الهالكين»، وقيل لرسول الله ÷: إن فلانة تصوم النهار وتقوم الليل وتؤذي جيرانها؟ فقال: «هي في النار». (منهاج). وعن النبي ÷: «من آذى جاره أورثه الله داره». قال الزمخشري ¦: ولقد عاينت هذا في مدة قريبة، كان لي خال يظلمه عظيم القرية التي أنا منها، ويؤذيني فيه، فمات ذلك العظيم فملكني الله ضيعته، فنظرت يوماً إلى أبناء خالي يترددون فيها، ويدخلون في دورها ويخرجون، ويأمرون وينهون، فذكرت قول رسول الله ÷ وحدثتهم به، وسجدنا شكراً لله تعالى. (كشاف من سورة إبراهيم #).