شرح الأزهار ط أهل البيت،

عبد الله بن أبي القاسم بن مفتاح (المتوفى: 877 هـ)

(باب الأطعمة والأشربة)

صفحة 248 - الجزء 8

  الأولى: غسل اليد قبل⁣(⁣١) أكل الطعام وبعده، قيل: وهو بعده آكد.


(*) قال أبو هريرة: ما تجشأ رسول الله ÷ من شبع قط، وروي أنه ÷ ما مدح طعاماً ولا ذمه إلا بالحرارة، ولا أكل رغيفاً محوراً⁣[⁣١]، بل بنخالته، وأنه ÷ قال: «كل شر بين السماء والأرض من الشبع، وكل خير بين السماء والأرض من الجوع» وقال ÷: «أصل كل داء الثروة» يعني: الشبع. (كواكب). قوله: «ولا ذمه» والمراد بذلك: في الضيافات مخافة أن يتغير قلب صاحب الضيافة، وذلك أدب من جهته ÷، ورحمة، ورفق بالخلق، وإحسان للنصيحة والسياسة، فأما في غير الضيافات فيجوز المدح بما لا يؤدي إلى الكذب، والذم بما لا يؤدي إلى إساءة الأدب، وقد جرت العادة من جهة السلف الصالح أن يقال: هذا طعام جيد، وهذا رديء، وهذا متوسط، وهذا نيء وهذا مطبوخ، وهذا حلو وهذا حامض، إلى غير ذلك من الصفات، وقد قال سبحانه وتعالى في حديث الماء: {هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ}⁣[فاطر ١٢]. (بستان).

(*) وندب تقديم الطعام الشهي؛ لقوله ÷: «من لذذ أخاه بما يشتهيه ...» الخبر. (بحر). تمامه: «كتب الله له ألف ألف حسنة، ورفع له ألف ألف درجة، ومحا عنه ألف ألف سيئة، وأطعمه من ثلاث جنات: جنة الخلد، وجنة الفردوس، وجنة المأوى». (بستان). ومما روي عنه ÷: «أكرموا الخبز فإنه من طيبات الرزق، ولولا الخبز لما عبد الله، ومن أصاب كسرة فأماطها من الأذى كتب الله له خمسين ألف حسنة، ومحا عنه خمسين ألف سيئة، ورفع له خمسين ألف درجة، فإن رفعها إلى فيه فأكلها بنى الله له بيتاً في الجنة، طوله أربعة فراسخ، وعرضه أربعة فراسخ، في ارتفاع أربعة فراسخ»، ذكره في الشفاء. (صعيتري). وعنه ÷ أنه قال: إذا قُدِّم إليكم الخبز فكلوا ولا تنتظروا غيره».

(*) مسألة: ± والمرفعة التي جرت العادة بها بدعة، وتركها أفضل⁣[⁣٢]؛ لأنه أكثر تواضعاً لله وموافقة لفعل الرسول ÷. (بيان).

(١) ولعل المراد في الطعام المأدوم. (حاشية سحولي لفظاً). وقيل: لا فرق، وهو ظاهر الأخبار. (é). والفم يغسل بعده أيضاً. (سحولي لفظاً).

=


[١] المحور: هو لب الطعام الخالص، مثل النقي. (قاموس).

[*] قال في النهاية: الخبز الحوَّاري: الذي نخل مرة بعد مرة.

[٢] إلا لعذر، كبلاد± البراغيث. (مفتي) (é).