شرح الأزهار ط أهل البيت،

عبد الله بن أبي القاسم بن مفتاح (المتوفى: 877 هـ)

(فصل): في بيان كيفية التحليف وما يتعلق بذلك

صفحة 356 - الجزء 8

  وغيرهم⁣(⁣١) فيحلفون: بالله الذي¹ خلقهم؛ لأن كل واحد يقر بذلك في الظاهر، ولهذا قال تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ}⁣[الزخرف].

  وقوله: «يتميز به عند الحالف» احتراز من أن يحلف اليهودي أو النصراني بالله منزل القرآن على محمد ÷ فإنه لا يتميز⁣(⁣٢) بهذا الوصف عند اليهودي، فلا يُحلَّف به⁣(⁣٣).

  (ولا) ينبغي (تكرار(⁣٤)) اليمين⁣(⁣٥) على الحالف (إلا لطلب تغليظ(⁣٦)) عليه، قال في الانتصار: يجوز التغليظ بالتكرار، كما يجوز في القسامة واللعان، ولم


(١) عبدة الأوثان.

(٢) يقال: هو متميز عنده، وإنما الوجه: أنهم لا يعتقدون التعظيم، ويستقيم الكلام حيث هو منكر لنبوته ÷.

(٣) فإن حلف لم تصح، ولا تنعقد. (é).

(٤) وهل يكون التكرار بلفظ القسم بالجلالة أم باليمين؟ في الكواكب: تكرار القسم⁣[⁣١]، والله أعلم. (é). وقيل: ما نظره الحاكم، وظاهر المذهب أن المراد بالتكرار تكرار اليمين بتمامها. (تكميل لفظاً).

(٥) أي: المقسم± به. (شرح أثمار).

(٦) فإن امتنع كان نكولاً. (كواكب). وقيل: يحبس± حتى يقر أو يحلف. (سماع شامي) [سلامي (نخ)] (é).

(*) قال في الانتصار في شأن ذكر التغليظ في الأيمان هل يكون واجباً أو مستحباً: وفي الجانب الشرقي من جامع صنعاء حجر أخضر يعتاد السوقة ومن لا تمييز له يستحلفون عندها، وهذا من أعظم البدع والضلالات؛ لما فيه من التشبه بتعظيم الأصنام والأوثان بعبادتها، وهي أحجار لا تضر ولا تنفع، ويجب إنكاره ونهيهم عن ذلك، وإن أمكن تغيير خضرته بأن يطلى بالجص فلا بأس؛ ليكون من جملة أساطين المسجد فلا يقصد بشيء من التعظيم بحال، وإن مكّنَّا الله من الاستيلاء على المدينة غيرنا ذلك بعونه تعالى.


[١] من دون ذكر المقسم عليه± إلا في الثالثة، كما هو المعمول به في جهات صعدة وصنعاء. (بهران معنى).