(باب) [الإبراء]
  من النوعين(١)، فيقول: قد أبرأتني من عشرة صحيحة، أو من عشرة مكسرة، أو خمسة صحيحة وخمسة مكسرة، وكذا صنعانية(٢)، أو مظفرية فلو قال: «صحيحة» والذي عليه مكسرة(٣) أو العكس لم يصح ا±لبراء(٤).
  (أو) لم يذكر صفته فلا بد من ذكر (لفظ يعمه(٥)) نحو أن يقول: «أبرأتني من عشرة دراهم» ولا يذكر كونها صحيحة أو مكسرة، فإنه إذا كان عليه النوعان جميعاً(٦) برئ منهما±؛ لأن لفظ الدراهم يعمهما. وكذا لو قال: «أبرني مما يساوي ألفاً(٧)» أو نحو ذلك(٨) فإنه يبرأ±؛ لأنه قد ذكر ضابطاً، ولوكان الذي في ذمته أقل من هذا(٩) المقدار، ولا خلاف في هاتين الصورتين(١٠).
  فأما لو قال: «أبرأتك من كل حق(١١) لي قبلك»، أو «مما لي عليك»، أو «مما
(١) أي: الصفتين.
(٢) يقال: هو النوع فينظر.
(٣) فلو استبرأ من خالص والذي عليه مغشوشة برئ من قدر الفضة، لا النحاس. (بحر). وفي الكواكب والبيان: لا يبرأ¹؛ لأن الخالص غير المغشوش[١]. وهو المختار.
(٤) لأنه استبرأ من غير الثابت في الذمة.
(٥) فإن استبرأ من دراهم فلعله يبرأ± من ثلاثة دراهم. (كواكب معنى، وتذكرة) (é).
(٦) فرع: °فإن كان الدين عشرة بعضها خالص وبعضها مغشوش، أو بعضها جيد وبعضها رديء، فأبرأه من خمسة دراهم مطلقاً - كانت من الكل، من كل نوع بقدره. (بيان).
(٧) ويكون إقراراً بما يساوي ألفاً، ما لم يتواطئا على الاحتياط. (é).
(٨) ولعل من ذلك لو قال: «أبرني من شيء لك في ذمتي»؛ إذ هو لفظ يعم. (حاشية سحولي لفظاً) (é).
(٩) فإن كان يساوي أكثر بقي الزائد عليه. (بيان بلفظه) (é).
(١٠) قال الفقيه يوسف: فيكون هذا وفاقاً، وهومحتمل لعدم الصحة على القول بأن البراء تمليك؛ لأن تمليكه للزائد على دينه باطل لا حكم له. (كواكب).
(١١) قوله: «من كل حق ..» إلى آخر الكلام يرجع إلى أول الباب، يعني: إسقاط للدين، ولضمان العين، وإباحة للأمانة. (سماع سيدنا حسن) (é).
[١] فقد استبرأ من غير ما عليه. (زهور).