(باب والقضاء)
(باب والقضاء(١))
(١) وقد ورد في القضاء ترغيب وترهيب، والترهيب أكثر، فمن الترغيب: حديث ابن مسعود أن رسول الله ÷ قال: «لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها، ورجل آتاه الله مالاً فسلطه على هلكته في الحق» أخرجه البخاري ومسلم. وحديث ابن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله ÷: «إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن، وكلتا يديه يمين، الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا» رواه مسلم والنسائي. وحديث أبي هريرة قال: قال رسول الله ÷: «يا أبا هريرة، عدل ساعة خير من عبادة ستين سنة، قيام ليلها وصيام نهارها، يا أبا هريرة، جور ساعة في حكم أشد وأعظم عند الله من معاصي ستين سنة» رواه الأصبهاني. وأما أحاديث الترهيب فمنها: حديث أبي هريرة: «من جعل قاضياً بين الناس فقد ذبح بغير سكين»، وفي رواية «من ولي القضاء ... إلى آخره» أخرجه أبو داود، وللترمذي نحوه. وحديث ابن مسعود يرفعه قال: «يؤتى بالقاضي يوم القيامة فيوقف على شفير جهنم، فإن أمر به دفع فيها فهوى سبعين خريفاً» رواه البزار. وعنه قال: قال رسول الله ÷: «ما من حاكم يحكم بين الناس إلا جاء يوم القيامة وملك آخذ بقفاه، ثم يرفع رأسه إلى السماء، فإن قال: ألقه ألقاه في مهواة أربعين خريفاً» رواه ابن ماجه. وعن عائشة قالت: سمعت رسول الله ÷ يقول: «لتأتين على القاضي العدل يوم القيامة ساعة يتمنى أنه لم يقض بين اثنين في تمرة قط» رواه أحمد. ولابن حبان نحوه. (شرح بهران).
وعنه ÷ أنه قال لأبي ذر الغفاري: «يا أبا ذر، إني أراك ضعيفاً، إني أحب لك ما أحب لنفسي، فلا تأمرن على اثنين ولا تولين مال يتيم». (شرح بحر). وعن ابن أبي أوفى قال: قال رسول الله ÷: «الله مع القاضي ما لم يَجُرْ، فإذا جار تخلى عنه ولزمه الشيطان» أخرجه الترمذي. وروى البيهقي حديث: «إذا جلس الحاكم للحكم بعث الله له ملكين يسددانه ويوفقانه، فإن عدل أقاما، وإن جار عرجا وتركاه». وعن ابن عمر قال: سمعت رسول الله ÷ يقول: «من كان قاضياً بالعدل فبالحري أن ينقلب كفافاً» إلى غير ذلك. (شرح بهران).