شرح الأزهار ط أهل البيت،

عبد الله بن أبي القاسم بن مفتاح (المتوفى: 877 هـ)

(باب حد السارق)

صفحة 171 - الجزء 9

  (و) يجب على الإمام أن (يقبل من وصله تائباً⁣(⁣١) قبل الظفر) أي: قبل أن يظفر به (ويسقط عنه الحدود⁣(⁣٢) وما قد أتلف(⁣٣)) من حقوق الآدميين⁣(⁣٤) (ولو) كان الذي عليه (قتلاً(⁣٥)) ذكره الها±دي #.

  وقال زيد بن علي والناصر والمؤيد بالله والفريقان: لا يسقط عنه إلا حق الله المحض، لا القذف والقصاص والمال.

  تنبيه: ± والتوبة⁣(⁣٦) تسقط عنه الحدود والحقوق⁣(⁣٧) ولو في وقت الإمام؛ لعموم الآية⁣(⁣٨).


(١) وعليه قول الشاعر:

يا من أسا فيما مضى ثم اعترف ... كن محسناً فيما بقي تجز الغرف

واسمع لقول الله في آياته ... إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف

(٢) يعني: جميع± الحدود.

(٣) حساً، لا±حكماً فيرده بلا أرش. (é).

(٤) ولو ديناً أو نحوه. (بيان). وفي البحر: اللازمة± حال المحاربة، لا ما كان قبل ذلك فلا يسقط، ولا ما لزم± بالمعاملة ولو حال المحاربة. اهـ ومثله عن المفتي.

(٥) ويسقط ذلك± عنه ظاهراً وباطناً. (حاشية سحولي لفظاً) (é).

(٦) عن المحاربة± ولو مصراً على غيرها. ومثله في حاشية السحولي. اهـ كلو كان المحارب ذمياً فترك المحاربة ولم يسلم. (حاشية سحولي).

(٧) ما لم تكن± باقية فيردها بعينها.

(*) ومن ذلك الشفعة.

(٨) وهي قوله تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ}⁣[المائدة ٣٥] يعني: فإن توبتهم هذه تسقط عنهم تلك العقوبات التي استحقوها بالمحاربة، ولفعل علي # في حارثة بن زيد، روى الشعبي عن علي # أنه كتب إلى عامل البصرة أن حارثة بن زيد⁣[⁣١] حارب الله ورسوله، وسعى في الأرض بالفساد، ثم تاب من قبل أن نقدر عليه، فلا تتعرض له إلا بخير. ولعموم الآية، فإنه لم يفصل في سقوط ما عليهم بين حق الله وحق الآدمي. (من شرح مرغم).


[١] وفي شرح بهران: «ابن بدر» وهو الأصح.