شرح الأزهار ط أهل البيت،

عبد الله بن أبي القاسم بن مفتاح (المتوفى: 877 هـ)

(فصل): في ذكر ما تصح الوصية به وما لا

صفحة 415 - الجزء 9

  يقصدنا الكفار⁣(⁣١)، وإلا قدم صرفه في الجهاد وإن لم يكن ثم إمام. وعن أبي علي: أن العلم أحسن وجوه البر⁣(⁣٢)، ولم يذكر جهاداً.

  (و) أما إذا أوصى بأن شيئاً من ماله يعطى (أعقل الناس(⁣٣)) فإنه يجب أن يعطى (أزهدهم(⁣٤)) لأن الأعقل من يختار الآخرة ونعيمها على دار البلايا وحطامها.

  قال الفقيه علي: ويصرف± في الأزهد من أهل بلده، فإن لم يوجد ففي الأزهد من أقرب أهل بلد إليه⁣(⁣٥).


(١) أو البغاة±.

(٢) بدليل قوله ÷: «مداد العلماء يوازن دم الشهداء».

(*) قال في البحر: والعالم أفضل من الشهيد، لقوله ÷: «مداد العلماء يعدل دم الشهداء». قال في الانتصار: لقوله تعالى في الشهداء: «ادخلوا الجنة بغير حساب فلا حساب عليكم»، فيقول العلماء: بفضل علمنا جاهدوا، فيقول الله تعالى: «أنتم عندي كبعض ملائكتي»، قال في حواشي الإفادة: قال الشاعر في ذلك:

وللعلماء على الشهداء فضل ... حكاه الله في الذكر المجيد

ونص المصطفى فيهم جلي ... مدادهم كوزن دم الشهيد

(٣) فإن قال: «لأجهلهم» لم يصح±؛ لأن أجهل الناس الكفار والفساق، وهم غير محصورين. (بيان). يستقيم في الحربيين والمرتدين مطلقاً، أو ذمي لأجل كفره.

(٤) وقال المؤلف: بل يتبع العرف، فإن جرى بالأزهد كان له كذلك، وإن جرى العرف بأن المراد به من له خبرة وممارسة لكثير من الأمور، وهو الذي قد حنكته التجارب، وعرف ما يقدم عليه ويحجم عنه فهذا هو أعقل الناس. (شرح فتح). ومثله في حاشية السحولي.

(*) لأنه لما عقل وتفكر في أن الزهد في الدنيا يريح القلب والبدن، والرغبة فيها تكثر الهم والحزن، كما ورد عن النبي ÷، وعرف أن حلالها حساب وحرامها عقاب، كما روي عن علي #، فلا يعرف ذلك وينظر فيه ويملك نفسه حتى يترك المباحات المفضية إلى الشبهات، ويحاسب نفسه كما يحاسب الشريك شريكه. (شرح فتح).

(*) وإن كثر الزهاد حصص إن انحصروا، وإلا صرف في الجنس. (é).

(٥) فإن لم يوجد بطلت⁣[⁣١] ولو وجد من بعد؛ لأنها وصية لمعدوم.


[١] في الأعيان، لا في المنافع.