شرح الأزهار ط أهل البيت،

عبد الله بن أبي القاسم بن مفتاح (المتوفى: 877 هـ)

(فصل): في بيان ما أمره إلى الأئمة دون الآحاد

صفحة 510 - الجزء 9

  على جهاد البغاة من المسلمين. وقال الشافعي: لا تجوز الاستعانة بمشرك على قتال أهل البغي، وتجوز بالفساق.


= بمن لا يرضى طريقته، كالأشعث بن قيس وأبي موسى الأشعري. (غيث). واستعان الناصر بمائة ألف من الذميين، ورئيسهم جستان كان متزوجاً جدته، وأسلموا جميعاً. (بحر).

(*) وقد استعان علي # بسعيد بن قيس، وكان ملكاً في اليمن، حتى قال فيه # شعراً:

ولله در الحميري⁣[⁣١] الذي أتى ... إلينا مغيراً من بلاد التهائم

سعيد بن قيس خير حمير والداً ... وأكرم من في عربها والأعاجم

(تكملة أحكام).

وظاهر كلامهم أن سعيد بن قيس غير مستقيم على الطريقة، ووجد عليه بخط السيد الإمام إبراهيم بن عبدالله بن الهادي: هذا فيه نظر؛ لأنه كان من أعظم أنصار علي #، وأعطاه راية همدان، ولم يكن كافراً ولا فاسقاً، بل مؤمناً.

(*) لما روي عن النبي ÷ أنه استعان بالمشركين في يوم حنين، فكان معه ألفان، وتألفهم يومئذٍ بالغنائم، فكان يعطي الواحد منهم أربعمائة ناقة، ويعطي الواحد من المسلمين الشاة أو البعير، فقال عباس بن مرداس لما أعطاه أربعاً من الإبل، ورآه تألف عيينة بن حصن والأقرع بن حابس، فقال في شعره:

أيؤخذ نهبي ونهب العبيد⁣[⁣٢] ... ويعطى عيينة⁣[⁣٣] والأقرعا

ويعطي الفتى منهم أربعا ... مئيناً وأعطى أنا أربعا

فما كان حصن ولا حابس ... يفوقان مرداس لو أجمعا

وما كنت دون امرئ منهما ... ومن يخفض اليوم لن يرفعا

دل ذلك على أنه يجوز الاستعانة بالمشركين لإمام الحق. (شفاء بلفظه). ولا فرق بين أن يكون المستعان عليهم كفاراً أو فساقاً، بجامع جواز القتل. ومعناه في الزهور.


[١] ليس سعيد بن قيس حميرياً بل هو همداني، فيُنظَرُ في نِسْبَةِ هذا الشعر إلى أمير المؤمنين #، وقد قال فيه أمير المؤمنين سلام الله عليه في قصيدته المشهورة التي مدح بها همدان ما نصّه:

يقودهم حامي الحقيقة ماجد ... سعيد بن قيس والكريم محام

وقد ذكرتها في كتاب التحف شرح الزلف في سيرة أمير المؤمنين #، والله الموفق، حرر جمادى الأولى سنة ١٤٠٤ هـ، انتهى من خط الإمام الحجّة/ مجدالدين بن محمد المؤيدي #.

[٢] العبيد: اسم لفرسه، وقيل: لبعيره.

[٣] منصوب على أنه مفعول ثان لـ «يعطى»، ونائب الفاعل ضمير مستتر في الفعل.