شرح الأزهار ط أهل البيت،

عبد الله بن أبي القاسم بن مفتاح (المتوفى: 877 هـ)

(فصل): في بيان ما أمره إلى الأئمة دون الآحاد

صفحة 516 - الجزء 9

  تعالى لنبيه ÷: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ}⁣[آل عمران ١٥٩](⁣١). وقد اختلف في وجوب ذلك، فقيل: يجب⁣(⁣٢)؛ لظاهر¹ الأمر. وقيل: يندب⁣(⁣٣) ولا يجب، وإنما هو


= وأمركم شورى بينكم؛ فظهر الأرض خير لكم من بطنها، وإذا كان أمراؤكم شرراكم، وأغنياؤكم بخلاءكم، وأمركم إلى نسائكم؛ فبطن الأرض خير لكم من ظهرها».

(*) كلاً بما يليق به، ولذلك أن الله تعالى أمر رسوله ÷ بها، بل استشار جل وعلا ملائكته الكرام في خلق آدم # مع علمه بما يكون وغنيته، ما ذاك إلا للمبالغة في شرعية الاستشارة، فإنه قد يقع في قلب القاصر من الآراء الصائبة⁣[⁣١] ما لم يقع في قلب الكامل. ثم إن المتصدر لذلك - كالإمام - والمتهيء لما هنالك ربما يغفل عن الأمور وترجيح الأسباب، إما لاشتغال بغيرها أو عدم العلم بها، وكان وزيره بخلاف ذلك. (شرح فتح).

(*) فائدة: قال أبو علي: يجب على الإمام أن يتعهد العالم والمتعلم، ويرزقهما من بيت المال؛ ليتفرغا للتعليم والتعلم، كما أمر الله تعالى نبيه ÷ في قوله: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً ...} الآية [التوبة ١٢٢]، فإن لم يفعل الإمام أثم، وهو أولى من الجهاد، كما قال ÷: «لولا العلماء لما عبد الله تبارك وتعالى». (لمعة).

(*) قلت: ويشترط في المستشار ثلاث خصال: المودة الخالصة، والعقل الوافر، والمعرفة بحال المستشير، وقد أشار إلى ذلك الشاعر بقوله:

خصائص من تشاوره ثلاث ... فخذ منها لنفسك بالوثيقه

وداد خالص ووفور عقل ... ومعرفة بحالك في الحقيقه

(١) وقول علي #: (لا خير في أمر لا يصدر عن مشورة). (بحر).

(٢) فيما لنظرهم فيه مجال.

(٣) فيما ليس لنظرهم فيه مجال.


[١] قال الشاعر:

شاور صديقك في الخفي المشكل ... واقبل نصيحة ناصح متفضل

فالله قد أوصى بذاك نبيه ... في قوله شاورهم وتوكل

وقال الشاعر:

الرأي كالليل مسود جوانبه ... والليل لا ينجلي إلا بإصباح

فاضمم مصابيح آراء الرجال إلى ... مصباح رأيك تزدد ضوء مصباح