شرح الأزهار ط أهل البيت،

عبد الله بن أبي القاسم بن مفتاح (المتوفى: 877 هـ)

(فصل): في بيان ما يجوز أن يغتنمه المجاهدون وكيفية قسمة الغنائم

صفحة 530 - الجزء 9

  بذي ملة مستندة إلى كتاب مشهور، كالتوارة والإنجيل، فإنه لا يغنم (فـ) ـالواجب على الإمام والمسلمين أن يطلبوا منه (الإسلام أو السيف(⁣١)) إن لم يقبل الدخول في الإسلام، ولا يجوز أن يسبى ويملك، بخلاف العجمي فإنه يجوز سبيه سواء كان وثنياً أو كتابياً.

  (و) كما يجوز أن تغنم نفوس الكفار تغنم (أموالهم) كلها المنقول وغيره، الحيوان والجماد، وهذا مما لا خلاف فيه⁣(⁣٢).

  (ولا) يجوز أن (يستبد غانم بما غنم(⁣٣)) دون سائر العسكر الذين لم يحضروا اغتنامه ولا أعانوه على الاغتنام إعانة مباشرة (ولو) كان ذلك الغانم (طليعة) من طلائع العسكر، والطليعة: هي التي تقدم على الجمع لتنظر من قدامهم من الخصوم أو لتختبرهم وتدري بحالهم في الكثرة والقلة والنجدة⁣(⁣٤)، فإن الطليعة إذا ظفرت بشيء من مال أهل الحرب فاستولت عليه لم يجز لها أن تستبد به دون الجمع المتأخر (أو) كان ذلك الغانم (سرية(⁣٥)) أرسلها الإمام في طلب العدو، والإمام وجنوده


(١) لقوله تعالى: {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ}⁣[التوبة: ٥]، أراد مشركي العرب؛ لأن العهد إنما كان بينهم وبين النبي ÷ في عام الحديبية؛ لأنه لما عظم جرمهم بتكذيب النبي ÷ فيما جاء به، وليس لهم كتاب حتى يكون لهم شبهة - عظم الله عقوبتهم بأن ليس لهم إلا الإسلام أو السيف؛ لتطهر الأرض منهم. وفي الغيث: أنه قال ÷ لقريش: «هل لكم في كلمة إذا قلتموها دانت لكم العرب، وأدت لكم العجم الجزية» فاقتضى كون حكم العجم تؤخذ منهم الجزية، لا العرب الذين لا كتاب لهم. (شرح فتح).

(٢) ولو في القبور؛ إذ لا حرمة لها. (é).

(٣) إلا مأكولاً له ولدابته كما تقدم. (é).

(٤) الشدة، والشجاعة في القتال. (قاموس)⁣[⁣١].

(٥) السرية: من خمسة أنفس إلى ثلاثمائة أو أربعمائة. (قاموس). وفي الديباج السرية: إلى خمسمائة إلى ثلاثمائة. اهـ والفرق بين الطليعة والسرية: أن الطليعة للاختبار، والسرية للقتال.


[١] لفظ القاموس: والنجدة: القتال والشجاعة والشدة والهول والفزع.