(فصل): في بيان ماهية الباغي وحكمه
(فصل): في بيان ماهية الباغي(١) وحكمه
  (و) اعلم أن (الباغي(٢)) في اللغة: هو المتعدي على غيره. وأما في الشرع: فهو (من) جمع شروطاً ثلاثة: الأول: أن (يظهر أنه محق والإمام مبطل) وسواء كان إظهاره لذلك عن اعتقاد جازم(٣) أم لا عن اعتقاد(٤).
  (و) الشرط الثاني: أن يكون قد (حاربه أو عزم) على حربه (أو منع منه) واجباً طلبه منه، نحو أن يطالبه بزكاة ماله أو بخمس ما يخمس أو نحو ذلك فامتنع من إعطائه، مظهراً أنها لا تجب طاعته(٥) (أو منعه) أن ينفذ أمراً (واجباً) عليه إنفاذه،
(١) والأصل في هذا الفصل الكتاب والسنة والإجماع، أما الكتاب فقوله تعالى: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا ...} إلى قوله تعالى: {فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ}[الحجرات ٩]، فأمر الله بقتال أهل البغي حتى يرجعوا من بغيهم. وأما السنة فما روي عن علي # من قتال عائشة وطلحة والزبير، وقتل الخوارج، وروي عن النبي ÷ قال: «يا علي، ستقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين». (تعليق أم). قوله: «الناكثين»: طلحة والزبير وجنودهما، و «القاسطين» يعني: الكافرين معاوية وأعوانه، و «المارقين»: هم الخوارج. (نجري).
(٢) وجهاد البغاة± أفضل من جهاد الكفار؛ لأنهم أتوا الإسلام من معدنه؛ ولأن شبهتهم أظهر، ولها أثر؛ إذ يخفى بطلانها على بعض من الناس، فكانت كالمعصية في الحرم وبالرحم، فكانت كالمحرمة من وجهين: كونهم ضلوا وأضلوا؛ إذ كانت شبهتهم التي هي ظاهر الإسلام والعبادات والقرآن سبباً في ضلال كثير، بخلاف الكفر فقد علم بطلانه من أول الأمر؛ لأنه لم يكن أحد من المسلمين يتوهم في صحة ما هم عليه، هكذا ذكره المؤلف. نعم، وقد ذكره في الزيادات. (شرح فتح). ولأن الكفار كادوا الإسلام من أطرافه، والبغاة كادوا الإسلام من بحبوحته؛ وذلك لأن معصيتهم وقعت في دار الإسلام، فصارت كالمعصية في المسجد. (كواكب). ومعصية الكفار كالمعصية خارج المسجد. (انتصار).
(٣) كالخوارج.
(٤) كمعاوية.
(*) أما إذا كان معتقداً أن الإمام محق فهو فاسق جارحة كمعاوية.
(٥) لا فرق.
=