شرح الأزهار ط أهل البيت،

عبد الله بن أبي القاسم بن مفتاح (المتوفى: 877 هـ)

(فصل): في بيان حكم الرسل التي تأتي من الكفار والبغاة وحكم من وقع له أمان

صفحة 563 - الجزء 9

(فصل): في بيان حكم الرسل التي تأتي من الكفار والبغاة وحكم من وقع له أمان

  (و) اعلم أن حكم (من أرسل(⁣١)) إلينا من جهة الكفار أنه آمن وإن لم يصدر له أمان من أحد من المسلمين، لكن لا بد من بينة⁣(⁣٢) على أنه رسول، إما كتاب استصحبه أو شهادة⁣(⁣٣) أو قرينة حال⁣(⁣٤)، فمن أرسل (أو أمنه قبل نهي الإمام(⁣٥)) لأصحابه عن أن يؤمنوا أحداً (مكلفٌ(⁣٦)) لم يكن لأحد من المسلمين خرم أمانه، سواء كان± ذكراً أم أنثى⁣(⁣٧)، حراً أم عبداً⁣(⁣٨).

  وقال في الوافي: لا يصح أمان المرأة. وقال أبو حنيفة وأبو يوسف: لا يصح أمان العبد إلا بإذن سيده.


(١) أو دخل ليسمع± الوعظ أو كلام الله تعالى فهو آمن. (بحر، وكواكب) و (é).

(٢) أي: قرينة±.

(٣) من المسلمين±.اهـ ولو واحداً±، ولو أتى به خبراً.

(٤) كأن يسكنوا عن الحرب حال الإرسال.

(٥) فإن اتفق الأمان والنهي فظاهر الأزهار عدم صحة الأمان.

(٦) ولو سكران. و (é).

(٧) والوجه أن زينب بنت الرسول ÷ أجارت زوجها أبا العاص بن الربيع، وهذا قول الفريقين، قال المؤيد بالله: ولا أعرف فيه خلافاً. وحكى القاسم الخلاف لقوم أنه لا يصح أمانها، ومثله ذكر صاحب الوافي. (زهور). وأم هانئ ابنة أبي طالب أمنت رجلين من أحمائها دخلا دارها، فجاء أخوها علي بن أبي طالب # ليقتلهما، فجاءت إلى رسول الله ÷ فذكرت له حالهما، فقال لها: «مرحباً يا أم هانئ، قد أجرنا من أجرت، وأمنا من أمنت»، فدل ذلك على أنه يجوز أمان المرأة والمملوك؛ لأن المملوك يدخل في أدنى المسلمين⁣[⁣١]. (شفاء).

(٨) لقوله ÷: «أيما رجل من أقصاكم - يعني: أعلاكم أو أدناكم - من أحراركم أو عبيدكم أعطى رجلاً أماناً فله الأمان». (تذكرة).


[١] ذكر في الشفاء قبل حديث أم هانئ قوله ÷: «المسلمون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم».