(فصل): في بيان ما يجوز فعله بملك الغير لإزالة المنكر
  مولانا #: وهذا قول ساقط، لا مقتضي له(١) في أبواب الشريعة.
  (و) يجب أن (يؤذن(٢)) فاعل الغيبة (من) حضره(٣) عند الاغتياب و (علمها بالتوبة(٤)) دفعاً له عن اعتقاد السوء فيه بعد أن قد تاب إلى الله تعالى؛ لأن الدفع عن العرض واجب. وكيفية الإيذان بالتوبة أن يقول: ما كنت قلت في فلان فأنا نادم عليه وتائب منه. وإذا كان كاذباً لم يجب عليه أن يعرفهم أنه كذب(٥).
  والغيبة في وجوب التعريف بالتوبة عنها (ككل معصية) وقعت منه واطلع عليها غيره، فإنه يجب عليه تعريف ذلك المطلع بأنه قد تاب(٦)؛ لينفي عن نفسه التهمة بالإصرار عليها(٧).
(١) أي: لا دليل ولا قياس.
(٢) أي: يُعْلِم.
(٣) يعني: أول± درجة؛ لئلا يتسلسل، ولا يجب إعلام الآخرين[١]. (تهامي، وذماري). ومثله في البحر. وقد أفهمته عبارة الشرح في قوله: «من حضره».
(٤) ولا يجب±إلا في الميل كسائر الواجبات. وقيل: ولو بَعُد؛ لأنه حق لآدمي.
(٥) والوجه: أن قوله: «أنا نادم» يبين أنه قد أتى بذنب، فعم الصدق والكذب. وهذه المسألة تستغرق أوراقاً، وقد ذكر النووي في الأذكار فوائد عجيبة، فخذها من هناك (زهور).
(٦) ما لم يظهر± من حاله الصلاح.
(٧) فائدة يناسب المقام ذكرها: سئل بعضهم عن أعدل الناس، وأجور الناس، وأكيس الناس، وأحمق الناس، وأسعد الناس، وأشقى الناس، فقال: أعدل الناس: من أنصف من نفسه، وأجور الناس: من ظلم لغيره، وأكيس الناس: من أخذ أهبة الأمر قبل نزوله، وأحمق الناس: من باع آخرته بدنياه، وأسعد الناس: من ختم عاقبته بخير، وأشقى الناس: من اجتمع عليه فقر الدنيا وعذاب الآخرة. قلت: وهذه الفائدة جديرة بأن تكتب بماء الذهب. (ترجمان).
[١] لفظ الحاشية في هامش البيان: أول درجة، لا ما تسلسل فلا يجب إعلام الآخرين.