شرح الأزهار ط أهل البيت،

عبد الله بن أبي القاسم بن مفتاح (المتوفى: 877 هـ)

(فصل): في بيان ما يجوز فعله بملك الغير لإزالة المنكر

صفحة 628 - الجزء 9

  مولانا #: وهذا قول ساقط، لا مقتضي له⁣(⁣١) في أبواب الشريعة.

  (و) يجب أن (يؤذن(⁣٢)) فاعل الغيبة (من) حضره⁣(⁣٣) عند الاغتياب و (علمها بالتوبة(⁣٤)) دفعاً له عن اعتقاد السوء فيه بعد أن قد تاب إلى الله تعالى؛ لأن الدفع عن العرض واجب. وكيفية الإيذان بالتوبة أن يقول: ما كنت قلت في فلان فأنا نادم عليه وتائب منه. وإذا كان كاذباً لم يجب عليه أن يعرفهم أنه كذب⁣(⁣٥).

  والغيبة في وجوب التعريف بالتوبة عنها (ككل معصية) وقعت منه واطلع عليها غيره، فإنه يجب عليه تعريف ذلك المطلع بأنه قد تاب⁣(⁣٦)؛ لينفي عن نفسه التهمة بالإصرار عليها⁣(⁣٧).


(١) أي: لا دليل ولا قياس.

(٢) أي: يُعْلِم.

(٣) يعني: أول± درجة؛ لئلا يتسلسل، ولا يجب إعلام الآخرين⁣[⁣١]. (تهامي، وذماري). ومثله في البحر. وقد أفهمته عبارة الشرح في قوله: «من حضره».

(٤) ولا يجب±إلا في الميل كسائر الواجبات. وقيل: ولو بَعُد؛ لأنه حق لآدمي.

(٥) والوجه: أن قوله: «أنا نادم» يبين أنه قد أتى بذنب، فعم الصدق والكذب. وهذه المسألة تستغرق أوراقاً، وقد ذكر النووي في الأذكار فوائد عجيبة، فخذها من هناك (زهور).

(٦) ما لم يظهر± من حاله الصلاح.

(٧) فائدة يناسب المقام ذكرها: سئل بعضهم عن أعدل الناس، وأجور الناس، وأكيس الناس، وأحمق الناس، وأسعد الناس، وأشقى الناس، فقال: أعدل الناس: من أنصف من نفسه، وأجور الناس: من ظلم لغيره، وأكيس الناس: من أخذ أهبة الأمر قبل نزوله، وأحمق الناس: من باع آخرته بدنياه، وأسعد الناس: من ختم عاقبته بخير، وأشقى الناس: من اجتمع عليه فقر الدنيا وعذاب الآخرة. قلت: وهذه الفائدة جديرة بأن تكتب بماء الذهب. (ترجمان).


[١] لفظ الحاشية في هامش البيان: أول درجة، لا ما تسلسل فلا يجب إعلام الآخرين.