شرح الأزهار ط أهل البيت،

عبد الله بن أبي القاسم بن مفتاح (المتوفى: 877 هـ)

(فصل): [أفضل أمكنة الصلاة]

صفحة 97 - الجزء 2

  من الأثر في الصلاة في البيت المظلم حيث لا يراه أحد إلا الله ø.

  اعلم أنه لا يخلو: إما أن يجد المتنفل مسجداً خالياً، أو مكاناً فيه خالياً، أو لا يجد، إن وجد فهي في± المسجد الذي هو كذلك أفضل.

  قال #: ولا أحفظ فيه خلافاً.

  وإن لم يجد إلا مسجداً مدخولاً في حال تنفله فاختلف فيه على أقوال: الأول لأبي حنيفة: أنها في البيوت أفضل. وظاهره ولو كان ممن يأمن الرياء.


(*) قوله #: «وندب توقي مظان الرياء» ولله در الحسن بن الحسن حيث يقول: (والله لقد أدركنا أقواماً ما كان على وجه الأرض من عمل يقدرون على أن يعملوه في السر فيكون علانية أبداً). وقوله تعالى: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا}⁣[الإسراء ١١٠] يقتضي أن العدل في القراءة هو المشروع في أحد الوجهين، وأن رفع الصوت في حق من لا يخاف ذلك؛ لأن العمل فيه أكثر، ولتعدية فائدته إلى غيره، خصوصاً حيث كان قدوة، فيشمله قوله ÷: «من سن سنة حسنة»، ولما في ذلك من جمع الهمة وطرد النوم، وفي الحديث: «خير الذكر الخفي» لأنه إذا خفي على الخلق كان أعون على صفاء الإخلاص، وأمن ضرر الناس حتى يحذر من اطلاع الخلق على طاعته، كما يخاف أن يطلع على معصيته، إلا من تحقق بحقيقة الإخلاص لمولاه، وتعهد نفسه، وخالف عقله هواه، ليملك فيه قلبه نظر المحق، فعند ذلك يظهر طاعته لأجل الاقتداء به؛ كما قال ÷ لأبي بكر: «ارفع قليلاً» ولعمر: «اخفض قليلاً». وقد يخفيه عن أهله؛ لئلا يطلع عليه سوى المولى؛ ولذا قال أبو بكر: «أتسمع ما أناجي»، وقد قالت عائشة: «الذي لا يعلمه الملائكة من الحفظة يفضل على غيره بسبعين ضعفاً». فالنيات مطيات الأعمال، فحيث رفع صوته ونحو ذلك لذلك القصد فطاعة مقبولة إن شاء الله تعالى، وسيأتي. (شرح تكملة للمفتي ¦).