شرح الأزهار ط أهل البيت،

عبد الله بن أبي القاسم بن مفتاح (المتوفى: 877 هـ)

(فصل): [أفضل أمكنة الصلاة]

صفحة 99 - الجزء 2

  على نفسه الرياء فهي في الخلوات أفضل، وإن أمن فهي في المساجد أفضل سيما إذا كان يقتدى به.

  قال مولانا ± #: إن لم يكن يقتدى به فالخلوة أرجح؛ لأن النفس طموح.

  قال: ولهذا قلنا: (إلا من أمنه) أي: أمن الرياء، (وبه يقتدى) فإن الأرجح له الإظهار، وعلى ذلك يحمل ما ورد في الأثر من أن صلاة الجهر⁣(⁣١) تزيد على صلاة السر سبعين ضعفاً، وذلك لأنه يثاب على الصلاة، وعلى قصد الهداية لغيره، وتعريه عن محبطات العمل.

  قال #: وحقيقة الإخلاص(⁣٢) هو: أن يفعل الطاعة أو يترك المعصية للوجه المشروع⁣(⁣٣) غير مريد للثناء⁣(⁣٤) على ذلك. فهذا هو المخلص وإن لم يكره الثناء.

  والرياء⁣(⁣٥): هو أن يريد الثناء


(١) يعني: المظهرة.

(٢) وفي الحديث: لكل حق حقيقة، وما بلغ أحد حقيقة الإخلاص حتى لا يحب أن يحمد على شيء من عمله، فقد روي عن النبي ÷ أنه قال: «سألت ربي عن الإخلاص ما هو؟ فقال: سر من أسراري، أستودعه قلب من أحببت من عبادي». (صعيتري).

(٣) الواجب لوجوبه، والمندوب لندبه.

(٤) ولا طلب منفعة دنيوية.

(٥) قال بعض العارفين: أما الالتفات إلى غير الله في أصل الداعي الباعث على العمل فلا رخصة فيه، وأما حب الثناء على العمل المخلص لله بعد أن عمل خالصاً لوجهه الكريم فلا بأس، وفي حديث قيس بن بشر الثعلبي عن أبي الحنظلة، وفيه قصة، وفيها: أن رجلاً من المسلمين طعن رجلاً، فقال: خذها وأنا الغلام الغفاري، فقال قائل: قد أبطل أجره. فسئل النبي ÷، فقال: «سبحان الله، لا بأس أن يؤجر ويحمد»، فسر أبو الدرداء بذلك، وجعل يرفع رأسه ويقول: أنت سمعته من رسول الله، ويقول: نعم. أخرجه أبو داود.

ومنه: الخيلاء عند لقاء العدو، وعند الصدقة، وقد رخص الله في ذلك حيث قال: {وَأُخْرَى =